إنّ لسيّدتنا فاطمة عليهاالسلام ولايةً شاملةً ومالكية التصرّف في كلّ الأرض بمقتضى آية الأنفال والفيء والخمس؛ وذلك لدخولها في عنوان ذوي القربى، بل هي أول من يصدق عليها هذا العنوان، فلم يكن أحد أولى بالنبيّ منها عليهاالسلام، فتدخل في ذوي القربى اللازم مودّتُهم أي: ولايتُهم التي تعني ولايتها عليهاالسلام أيضاً.
وتلك الولاية عامّة شاملة لكون إدارة الأموال العامّة تحت نظرها، مع أنّها عليهاالسلام ليست بإمام تستقلّ في تلك الولاية، بل بالمشاركة مع النبيّ والإمام بنحو طولي وقد تواترتْ روايات الفريقين على أنّ قوله تعالى (وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ)(١) نُزلَ فيها عليهاالسلام.
كما أنّ دخولَها عليهاالسلام وأسبقيةَ رتبتها في عنوان «ذوي القربى» مقتضي لكونها وارثة روحية لمقامات النبيّ صلىاللهعليهوآله كما هي وارثة بدنية له صلىاللهعليهوآله، أي: تكويناً وتشريعاً، والأول بلحاظ الكمالات المعنويّة
__________________
(١) الإسراء/ ٢٦.