الأموال العامّة وولايتهم فيها أم أنه حقّ آخر؟
الظاهر أنه الوحدة والإتحاد، وذلك لأنّ ظاهر الآية ليس ابتداءَ تشريعٍ الحقّ لذي القربى وإنّما هو تنفيذ ما قد شُرِّعَ وتَنجيزُ ما قد جُعِلَ، فهو أمر بالمعاجلة في الأداء والإنجاز لما قد قُرّر سابقاً.
نظير قوله تعالى في آيات الغدير (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)(١) حيث أنّ الأمر في الآية ليس إلّا بتبليغ وإنفاذ ما قد أمر به سابقاً، فالأمر متعلّق بتعجيل الإنجاز وعدم التراخي والتأخير خوفاً من عدم ايمان الناس بذلك وعدم استجابتهم.
فكذا الحال في آية (وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ) حيث أنّ هذا الحقّ قد قُرّر وجُعل سابقاً في آيات الفيء والأنفال والخمس إلّا أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله لم يُنجزه خشيةً من إرجاف المنافقين والطعن على النبيّ صلىاللهعليهوآله وبالتالي تزلزل ايمان واستجابة الناس لأمر الله تعالى.
ولعلّ في إبطائه صلىاللهعليهوآله ارادة منه لتأكيده تعالى ببيان آخر قاطعاً شك المرتابين، كما تشعر به كلّ من آيات الخمس والفيء والأنفال، حيث ذُيّلت آية الأنفال بقوله تعالى (فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّـهَ
__________________
(١) المائد/ ٦٧.