السلام، لأنّ فدك التي أعطاها النبيّ صلىاللهعليهوآله لفاطمة بنزول الآية هو إنجاز لحقّهم في ملكية التصرّف في الفيء والأنفال وخمس الغنائم.
فالخصام في فدك بعينه خصام في ولاية أهل البيت عليهمالسلام؛ لأنّ الولاية على الفيء والأنفال ـ كما تقدّم ـ يستلزم الولاية والإمامة العامّة وإن كان ملكيتها عليهاالسلام لفدك هي بوجوه متعدّدة؛ من كونها نحلةً وكونها أداءً لدَيْنِ مَهْر خديجة وكونها إرثاً وكونها تحتَ يدها وكونها مطهَّرةً معصومة لا تقول إلّا الصدق، وغيرها من الوجوه التي تتبيّن بالتدبر عند محاجّتها في فدك.
وقد كان احتجاجها والمطالبة بفدك بكلّ تلك الوجوه إلّا أنّ عمدة وجوه الإحتجاج هو بحقّ ذوي القربى وولايتهم في الأنفال والفيء ويلوح من ثقة الإسلام الكليني ذلك حيث يقول: وأمّا الأنفال فليس هذه سبيلها، فهي كانت للرسول صلىاللهعليهوآله خاصّة وكانت فدك لرسول الله صلىاللهعليهوآله خاصّة، لأنّه صلىاللهعليهوآله فتحها وأميرالمؤمنين عليهالسلام، لم يكن معهما أحد. (١)
ويصرّح بذلك من الروايات:
__________________
(١) الكافي ١/ ٥٣٨. (كتاب الحجّة ، أبواب التاريخ، الباب ١٣٠: باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه).