فقال له المهدي: يا أبا الحسن، حُدَّها لي. فقال: حَدٌّ منها جبل أحد، وحَدٌّ منها عريش مصر، وحَدٌّ منها سيف البحر، وحَدٌّ منها دومة الجندل. فقال له: كلّ هذا؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين هذا كلّه، إنّ هذا كلَّه مما لم يوجف على أهله رسول الله صلىاللهعليهوآله بخيل ولا ركاب.
فقال: كثيرٌ وأنظر فيه»(١).
وفي البحار الأنوار عن المناقب: أنّ هارون الرشيد كان يقول لموسى بن جعفر: خذ فدكاً حتّى أردّها إليك، فيأبي حتّى ألحّ عليه، فقال عليهالسلام «لا آخذها إلّا بحدودها. قال: وما حدودها؟
قال: إنْ حَدَّدْتُها لم ترّدها. قال: بحقّ جدّك إلّا فعلتُ؟
قال: أما الحدّ الأول فَعَدَنْ، فتغيّر وجهُ الرشيد وقال: أيهاً.
قال: والحدّ الثاني سمرقند، فاربّد وجهه.
قال: والحدّ الثالث إفريقية، فاسودّ وجهُه. وقال: هيه.
قال: والرابع سيف البحر مما يلي الجزر وارمينية.
قال الرشيد: فلم يبق لنا شيء، فتحوّل إلى مجلسي.
قال موسى: قد أعلمتك أنني إنْ حَدَّدْتُها لم تردّها.
__________________
(١) الكافي ١/ ٥٤٣ (كتاب الحجة، أبواب التاريخ، الباب ١٣٠: باب الفيء والأنفاي وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه، الحديث ٥) * التهذيب ٤/ ١٤٨، الرقم المسلسل للحديث ٤١٤ (كتاب الزكاة، الباب ٣٩: باب الزيادات، الحديث ٣٦).