خلوّ القرآن الكريم عن ذلك العلم المودع في مصحف فاطمة عليهاالسلام؛ إذ القرآن تبيان كلّ شيء، بل المراد أنّه ليس فيه من ألفاظ وآيات وكلمات القرآن شيء، إذ علمها عليهاالسلام بذلك بنزول جبرئيل عليها هو ما سيأتي بيانه من كونها مطهَّرة تُمسُّ القرآن الكريم في الكتاب المكنون واللوح المحفوظ الذي يُستَطَرُ فيه كلّ غائبة ورطب ويابس وما كان وما يكون. فعلمها بذلك هو من العلم بحقيقة القرآن العِلْوية، لا هو شيء خارج عن حقيقة القرآن، غاية الأمر أنّ تلك الحقيقة موجودة بالألفاظ بين الدفّتين وما علمتْ به عليهاالسلام كالشرح لبطونه وحقائقه التكوينية العِلْوية.
ويشهد لذلك رواية أخرى عن مصحفها عليهاالسلام وهي ما رواه الطبري في دلائل الإمامة من معتبرة أبي بصير قال:
«سألت أبا جعفر محمّد بن علي عليهما السلام عن مصحف فاطمة فقال: أُنزِلَ عليها بعد موت أبيها.
قلت: ففيه شيء من القرآن.
فقال: ما فيه شيء من القرآن.
قلت: فَصِفْه لي. قال: له دَفّتان من زَبَرْجَدَتين على طول الورق وعرضه حمراوين.
قلت: جعلت فداك فَصِفْه لي وَرَقَهُ. قال: ورقه من دُرٍّ أبيض، قيل له: كُنْ فكان.