قال تعالى: (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ)(١).
عن أبي عبدالله عليهالسلام أنّه قال:
«(وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا) مثلاً ضرب الله لفاطمة عليهاالسلام وقال: إنّ فاطمة أحصنت فرجها فحرّم الله ذرّيتها على النار»(٢).
وقبل ذلك، لابدّ من التنبيه إلى قاعدة في باب المعارف أشارت إليها روايات أهل البيت عليهمالسلام وهي أنّ ما ذكر في القرآن الكريم ـ من الأنبياء والرسل والأوصياء والحجج وما لهم من مقامات ومناصب وشؤون إلهية ـ من غاياته المهمّة كونه مثلاً ضربه الله تعالى لمقامات وشؤون النبيّ وأهل بيته عليهمالسلام، وهذه القاعدة باب ينفتح منه أبواب عديدة.
فالمماثلة بين حالتي فاطمة عليهاالسلام وبين مريم عليهاالسلام تتمّ من
__________________
(١) التحريم/ ١٢.
(٢) البرهان في تفسير القرآن ٤/٣٥٨.