عَلَى الْعَالَمِينَ)(١) وقوله تعالى على لسان موسى خطاباً لبني اسرائيل: (قَالَ أَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْغِيكُمْ إِلَـٰهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ)(٢) وكذا قوله تعالى: (وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ)(٣) وقوله تعالى: (وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَىٰ عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)(٤) فإنّه ليس المراد تفضيلهم على كلّ الأمم وإنّما المراد بها تفضيلهم على عالمين زمانهم لقوله تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)(٥) وقوله تعالى: (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)(٦) مما يعني أنّ هذه الأُمّة هي أفضل من بني اسرائيل وإن أريد منها بعض الأُمّة الإسلامية، مضافاً إلى ما سيأتي من دلالة الآيات من أفضلية مقامات الزهراء عليهاالسلام على مريم عليهاالسلام.
فالمراد من اصطفاء مريم على العالمين هو عوالم الأمم من العرقيات والأقوام والملل والنحل التي كانت تعيش في زمانها من شرق الأرض وغربها.
__________________
(١) البقرة/ ٧ و ١٢٢.
(٢) الأعراف/ ١٤٠.
(٣) الجاثية/ ١٦.
(٤) الدخان/ ٣٢.
(٥) آل عمران/ ١١٠.
(٦) البقرة/ ١٤٣.