إذهاب الرجس عنهم، له خصوصية في اثبات الحجّية، فكما سيحتجّ الحَسَنان لإثبات حجّيتهما بآية التطهير فإنّ لفاطمة الحجّية كذلك منتزعة من آية التطهير ولإذهاب الرجس عنها عليهاالسلام.
وتلخّص من ذلك: أنه كما أُثبتت حجّية السيّدة مريم عليهاالسلام باصطفائها وتطهيرها لقوله تعالى (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ)(١) أمكن اثبات حجّية السيّدة فاطمة عليهاالسلام باصطفائها وتطهيرها للأولوية.
ووجه الأولوية: أنّ فاطمة عليهاالسلام قد تمّ إصطفاؤها وتطهيرها بآية التطهير مع النبيّ صلىاللهعليهوآله وعليّ والحسنين عليهمالسلام الذين ثبتت حجّيتهم القطعية؛ لكون الآية مشيرة إلى اشتراك الحكم بين أهل البيت عليهمالسلام الذين كانوا تحت الكساء ومنهم فاطمة عليهاالسلام.
وخصوص المطهّر في الأمّة الإسلامية في شريعة هذا الدين قد أثبت له القرآن وصفاً آخر وهو مسّ الكتاب المكنون الذي فيه حقيقة القرآن وذلك في قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ
__________________
(١) آل عمران / ٤٢.