ما في تلك الكتب وهو القرآن ، فان ما فيه ما فيها وهو برهان عليها ، لأنها ذهبت من غير كونها معجرات (١) وهو معجزات على مرور الأزمان لا يذهب يشهد على حقية ما فيها كشهادة الحجة على تبريز المجمع إليه (٢).
(وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْناهُمْ بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقالُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى (١٣٤))
(وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْناهُمْ) أي أهل مكة (بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ) أي قبل بعثة الرسول أو القرآن (لَقالُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً) مع الآيات (فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ) يوم بدر (وَنَخْزى) [١٣٤] يوم القيامة.
(قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى (١٣٥))
(قُلْ كُلٌّ) أي كل واحد منا ومنكم (مُتَرَبِّصٌ) أي منتظر للعاقبة وهي ما يؤول إليه الأمر يوم القيامة ، وقيل : منتظر لهلاك صاحبه أنا أنتم (٣) ، وذلك أن كفار مكة قالوا نتربص بمحمد ريب المنون ، أي الموت ووعدهم النبي صلىاللهعليهوسلم العذاب فنزل «قل كل متربص» (٤) ، أي أنتم متربصون بمحمد الموت ومحمد متربص العذاب (فَتَرَبَّصُوا) أنتم ، أي انتظروا بموته (فَسَتَعْلَمُونَ) إذا أنزل بكم العذاب (مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ) أي المستقيم (وَمَنِ اهْتَدى) [١٣٥] من الضلالة بهداية الله تعالى نحن أم أنتم ، وفيه تهديد شديد لهم.
__________________
(١) من غير كونها معجزات ، و : ـ ح ي.
(٢) لعله اختصره من الكشاف ، ٤ / ٥٢.
(٣) أخذه المفسر عن السمرقندي ، ٢ / ٣٦٠.
(٤) عن مقاتل ، انظر السمرقندي ، ٢ / ٣٦٠.