سورة يس
مكية
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(يس (١) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (٢))
قيل (يس) [١] معناه يا إنسان (١) أو يا محمد (٢) أو من فواتح السورة يفتتح به كلام رب العزة (٣) ، قرئ الياء بين الكسر والفتح وبالإمالة وبالفتح ، وقرئ يس (وَالْقُرْآنِ) بادغام النون في الواو مع الغنة وباظهارها (٤) والواو فيه (٥) واو القسم (٦) ، أقسم الله بالقرآن (الْحَكِيمِ) [٢] أي ذو الحكمة أو المحكم من العيب (٧) أو الحاكم بالحق على جميع الكتب المنزلة من قبله.
(إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (٣) عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٤) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (٥))
قوله (إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) [٣] يا محمد جواب القسم ، وجواب لقولهم لست مرسلا ، قوله (عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) [٤] جواب آخر أو صلة ل (الْمُرْسَلِينَ) أو خبر بعد خبر ، وهو طريق الإسلام وذكره بعد ذكر (الْمُرْسَلِينَ) الدال عليه لتعظيم شرعه يدل عليه تنكيره (تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) [٥] بالرفع ، أي القرآن منزل العزيز ، أي المنتقم ممن لم يصدقه ، الرحيم لمن صدقه وعمل بما فيه ، وبالنصب (٨) ، أي نزله تنزيلا.
(لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ (٦))
(لِتُنْذِرَ) أي لتخوف بالقرآن (قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ) ف (ما) نفي ، لأن قريشا لم يبعث إليهم نبي قبل محمد صلىاللهعليهوسلم ، فالمراد آباؤهم الأدنون ، فتقديره : قوما غير منذر أباؤهم على الوصف ، وقيل : «ما» مصدرية أو
__________________
(١) عن ابن عباس ، انظر السمرقندي ، ٣ / ٩٣ ؛ والبغوي ، ٤ / ٥٣٣ ؛ والكشاف ، ٥ / ٨٩.
(٢) عن محمد بن حنفية ، انظر السمرقندي ، ٣ / ٩٣.
(٣) عن مجاهد ، انظر السمرقندي ، ٣ / ٩٣.
(٤) وباظهارها ، ح : ـ وي.
(٥) فيه ، وي : فيها ، ح.
(٦) «يس وَالْقُرْآنِ» : سكت أبو جعفر على يا وسين سكتة لطيفة من غير تنفس ، ولا يخفى أنه يلزم من السكت على نون «يس» إظهارها ، وقرأ ورش والشامي وشعبة والكسائي ويعقوب وخلف في اختياره بادغام النون في الواو مع الغنة ، والباقون باظهارها ، ولا يخفى نقل والقرآن لابن كثير في الحالين ولحمزة في الوقف. البدور الزاهرة ، ٢٦٤.
(٧) العيب ، ح ي : الغيب ، و.
(٨) «تنزيل» : قرأ ابن عامر وحفص والأخوان وخلف بنصب اللام وغيرهم برفعها. البدور الزاهرة ، ٢٦٥.