وكنت أتضرّع إلى ربّى المفضال وألحّ فى الابتهال والسّؤال. وأجعل نفسى المجرّدة يدا أبسطها إلى جنابه مسألة منه ، وعقلىّ الرّوعىّ عينا أشخصها تلقاء بابه ضراعة إليه ، إلى أن فتح عليّ ببسطه باب العلم وآتانى من جوده مفتاح الحكمة.
فتحصّلت فقه السّرّ وتعرّفت دخل الأمر ، ثمّ حسمت مذاييع الشّكوك من عروقها وجبت سلسلة الأوهام بشقوقها. فالجاهل الحائر لا يستفيق من جهله إلاّ برهيق هذا العلم الرّاوق ، والغاوى التّائه لا يتطرّق إلى سواء السّبيل إلاّ بوميض هذا النّور الشّارق.
فاستضيئوا ، معاشر المتعلّمين ، بأضواء هذه الكوكبة الملكوتيّة ؛ فإنّها مرآة للحكمة ومنساة للظّلمة ومثراة للمعرفة ومصفاة للفلسفة. واللّه وليّ المواهب والخيرات ، وبيده أعنّة الماهيّات والإنيّات وأزمّة الحقائق والوجودات ، وهو على كلّ شيء قدير.