له ولا آخر بذاته.
وبالجملة ، الامتداد والاستمرار ليس بحسب أصل الوجود أو العدم ، بل منه يقدر فى الوجود والعدم بحسب الانطباق على مقدار ما من الزّمان. وكذلك اللاّامتداد واللاّاستمرار ليس بحسب أصل الحصول أو الانتفاء ، بل بحسب الانطباق على طرف الكم المتصل الغير القارّ.
فإذن ، كلّ ذلك من الامور الزّائدة على طباع التقرّر والبطلان ، والأيس واللّيس. وربّما يلحق الوجود والعدم بالعرض فى بعض الموضوعات لخصوصيّة ذات الموضوع. وهذا سرّ عظيم ينطوى فيه سائر الأسرار.
<٢>مشرع فيه شوارع تحصيليّة
ألم يكن ممّا قد تمّت استبانته : أنّ مقولة «متى» هى نسبة ما للشّيء إلى الزّمان. وهى كونه فى نفسه أو فى طرفه ؛ فإنّ كثيرا من الأشياء يقع فى الأطراف أزمنة لا فى زمان أصلا. ويسأل عنها ويجاب ، كالمماسّة والتّقاطع بين الخطّين والوصول إلى ما إليه الحركة. ونعنى بالتّقاطع هاهنا الّذي لا يحصل بالحركة ، كوقوع خطّ على خطّ على سبيل التّقاطع ابتداء ، لا ما يحصل بحركة ما ، كتقاطع الخطّين المنطبق أحدهما على الآخر بالحركة ؛ فإنّه إنّما يحدث فى نفس زمان الحركة بعد آخر آنات الانطباق.
ويجب أن يؤخذ الكون فى الزّمان نفسه أعمّ ممّا يكون على سبيل الانطباق عليه بحسب التّدريج فى المنطقتين جميعا أولا على ذلك السّبيل ، بل بأن يقع الشّيء بتمامه فى كلّ جزء من أجزاء ذلك الزّمان وفى كلّ حدّ من حدوده حتّى يستغرق الكون التّدريجىّ والكون فى نفس الزّمان ، ولا يكون فى البيان خداج وقصور عن إحاطة أنواع النّسبة إلى الزّمان واستيعاب متى الكائنات الزّمانيّة بقبائلها.
وكما أنّه لم يكن مقولة الإضافة معنى مركّبا ، فكذلك الأين ومتى يجب أن لا يظنّ فيهما تركيب. فقولنا : «متى ، وأين» لسنا نعنى به كون الشّيء فى المكان