أو الزمان مركّبا ونعنى بالتّركيب الموضوع مع نسبة ؛ بل نعنى بذلك نفس النّسبتين. فنفس النّسبة هى الأين أو متى ، لا المنسوب ولا المنسوب إليه ولا مجموع النّسبة والمنتسبين معا أو أحدهما فى الإضافة ، (١٣٥) كالاخوّة.
فإذن ، متى الشّيء هو نفس كونه فى زمانه على أحد الوجهين أو فى آنه ، وقد يكون الزّمان موجودا ولا يكون ذو الزّمان فيه ، فلا يكون متى ؛ وكذلك الأين. وقد يوجد أيضا موضوع الإضافة ولا يكون هناك إضافة بالفعل.
ومقولتا «أين» و «متى» متضاهيتان فى الأحكام مضاهاة المكان والزّمان فى الخواصّ والعوارض ، إلاّ أنّ هناك مباينات بعد مشاركات.
فالأين : منه حقيقىّ أوّلىّ ، وهو كون الشّيء فى مكانه الحقيقىّ ؛ ومنه ما هو ثان غير حقيقىّ ، وهو كون الشّيء فى مكانه الغير الحقيقىّ ، كالكون فى الدّار أو فى السّوق ؛ ومنه جنسيّ ، كالكون فى المكان المطلق ؛ ومنه نوعيّ ، كالكون فى الهواء ؛ ومنه شخصيّ ، ككون هذا الشّيء فى هذا الوقت فى الهواء ، وهو مكان ثان ، أو كون هذا الجسم فى هذا المكان الحقيقىّ.
وكذلك المتى : منه حقيقىّ ، ككون الشّيء فى زمان مطابق له لا يفضل عليه ، كقولهم : كان هذا الأمر وقت الزّوال ، أو عاش فلان ثمانين سنة. ومنه غير حقيقىّ ، كقولهم : كان ذلك الأمر فى سنة كذا ولم يكن الأمر فى جميع السّنة ، بل فى جزء منها ، فالسّنة فى المتى نظير السّوق فى الأين. ومنه جنسيّ ، كمطلق الكون فى الزّمان أو فى طرفه. ومنه نوعيّ ، ككلّ من ذينك المذكورين. ومنه شخصيّ ، ككون هذا الشّيء فى هذا الزّمان المطابق له أو فى هذه السّنة. لكنّ الزّمان الواحد قد يكون بعينه زمانا بالتّحقيق لأشياء كثيرة على سبيل المطابقة وإن كان متى كلّ منها غير متى الآخر ؛ لأنّ كون كلّ واحد منها فى ذلك الزّمان ليس هو كون الآخر فيه ، فيختلف النّسبة والمنسوب لا المنسوب إليه. ولا كذلك المكان الواحد ؛ فإنّه لا يكون حقيقيّا لعدّة فوق الواحد. فهناك إنّما يختلف النّسبة المنتسبان جميعا ، اللّهمّ إلاّ فى الغير الحقيقىّ ، فيختلف النّسبة والمنسوب فقط دون المنسوب إليه.