وعن جنس التقدّر والتبدّل والتنقّص والازدياد والامتداد ، سواء لم يسبقه ليس أصلا ويسبقه أصل اللّيس الصّرف لا على الامتداد أو اللاّامتداد.
فإذا استنارت المسألة لبصيرتك بازغة فى التّغشية على هذه البضاعة امتحق كلّ ما وراء وجه الحقّ عن ذوى الأبصار المستفشية فى زمر المنتسبين إلى هذه الصّناعة.
<١٢> إحصاء
كما أنّ الحركة والمتحرك فى الزّمان فكذلك الأيّام والسّاعات والآفات ، فقد يقال لأنواع الشّيء ولأجزائه ولنهاياته : إنّها فى الشّيء ، ونسبة الآن إلى الزّمان ليست كنسبة الوحدة إلى العدد ؛ لأنّ الوحدة جزء العدد ، بخلاف الآن بالقياس إلى الزّمان ، بل هى كنسبة النّقطة إلى الخطّ المستدير.
وأمّا الآن السّيّال فهو بالقياس إلى الزّمان خارج عن النّسبتين جميعا ؛ لأنّه ليس جزء الزّمان ولا طرفه. وإنّما يشبه نسبته إلى الزّمان نسبة الوحدة إلى العدد بوجه ما ، من حيث إنّه يرسم الزّمان ، كما الوحدة تحصّل العدد ، وإن كان هو خارجا عن الزّمان غير قائم به ، والوحدة داخلة فى العدد ، وهو أيضا ممّا يوجد فى الزّمان.
فإذن ، المنتسبات إلى الزّمان بالفيئيّة ، أى الامور الّتي يكون حصولها فى الزّمان ، هى : أمّا أوّلا ، فأقسامه ، كالماضى والمستقبل والسّاعات (١٤٢) والأيّام والشّهور والسّنين وأطرافه ، وهى الآنات. وأمّا ثانيا ، فالحركات والآن السّيّال. وأمّا ثالثا ، فالمتحرّكات بما لها الحركات ، فهى فى الحركة ، والحركة فى الزّمان. وأمّا رابعا ، فالحوادث بما لها توقّف على الحركات وتخصّص بالأزمنة والآنات.
وكون الآن فى الزّمان ككون النّقطة فى الخطّ المستدير التّامّ وكون الآن السّيّال فيه ، فمن وجه ككون الحركة التّوسّطيّة فيه ، ومن وجه ككون الوحدة فى العدد ؛ وكون السّاعات والأيّام والماضى والمستقبل فيه ككون أنواع العدد ولوازم تلك الأنواع فى العدد.