منطبقة على تلك الدّائرة العظيمة الّتي هى منطبقة معدّل النّهار.
وكذلك الزّمان الّذي هو مقدار حالّ فى تلك الحركة خلقا ، أى : اخرج من ذلك اللّيس الصّريح إلى الأيس الدّهرىّ متصل الامتداد غير منقطع الاتصال فى جهة الاستقبال ، وهو فى نفسه مقدار واحد مستدير متصل غير منقطع. فإذا عيّن فيه آن بحسب الفرض إزاء للمبدإ المفروض لحركة هى محلّ يحصل بذلك دور واحد ، هو دائرة تامّة زمانيّة ويعتبر بعد ذلك أدوار هى دوائر تامّة متكثّرة زمانيّة ، وكلّ دائرة من تلك الدّوائر الزّمانيّة منطبقة على الدّائرة العظيمة الفلكيّة ، وهى منطقة معدّل النّهار ، الّتي هى كم متّصل مستدير قارّ ذو وضع. والدّائرة الزّمانيّة المنطبقة عليها كم متصل مستدير غير ذى وضع وغير قارّ فى افق التّقضّى والتّجدّد.
فإذن ، السّاعات أجزاء الدّائرة الواحدة الزّمانيّة ، والشّهور والأعوام دوائر متعدّدة زمانيّة ، كما أنّ الدّرجات أجزاء الدّائرة الخطيّة والأدوار هى تلك الدّائرة معتبرة مرّات متكثّرة.
وكما أنّ كلّ دورة تامّة من أدوار الحركة هى مثل الدّورة السّابقة ، فكذلك كلّ دائرة تامّة من الدّوائر الزّمانيّة ، وهى الكم المستدير الّذي هو مقدار دورة واحدة تامّة من أدوار معدّل النّهاية هى مثل الدّائرة السّابقة من تلك الدّائرة الزّمانيّة.
فإذن ، قد صين ذهنك من الانسباق إلى ما يذهب إليه الأوهام العاميّة المتفلسفة أنّ الزّمان كم متصل واحد مستقيم الامتداد كالخطّ المتّصل المستقيم الواحد.
<٣٩> استيقاظ روعيّ ، فيه فيصل فحصيّ
هل أنت ذو قريحة تامّة يتّخذك بها العقل المجرّد من أصحابه ، فيخبرك : أنّ تناهي مقدار الزّمان فى تماديه الماضوىّ ليس بحيث يصحّ أن يتوهّم أنّه لم يكن من المستحيل أن يخلق الزّمان المتناهى الامتداد فى جانب الأزل أطول وأكثر مقدارا وعددا فى تماديه ممّا قد خلق عليه وحصل له. كما أنّ الفلك الّذي هو الكرة الأقصى ليس من المستحيل بالنّظر إلى سنخ ذاته وهويّته الجرميّة أن يخلق جرمه