يتضمنهما نص يوحنا بشكل قاطع.
«إذن فالمسيح يصرح بأن الله سيرسل فيما بعد كائنا بشريا على هذه الأرض ليؤدى الذى عرفه يوحنا ، ولنقل باختصار أنه دور نبى يسمع صوت الله ويكرر على مسامع البشر رسالته ، ذلك هو التفسير المنطقى لنص يوحنا إذا أعطينا الكلمات معناها الفعلى.
ويكشف بوكاى عن أن وجود كلمتى (الروح القدس) فى النص الذى نملك اليوم قد يكون نابعا من إضافة لاحقة إرادية تماما تهدف إلى تعديل المعنى الأول لفقرة تتناقض بإعلانها بمجيء نبى بعد المسيح ، مع تعاليم الكنائس المسيحية الوليدة التى أرادت أن يكون المسيح خاتم الأنبياء» (١).
إن هذا النبى الآتى لن يكون من شيعة النصارى دليل ذلك قول المسيح لتلاميذه : «فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه ، بل كل ما يسمع يتكلم به» (٢).
بل زاد إيضاحا فأنبأ بأن هذا النبى المنتظر سيرشد إلى حقائق لم يبلغها المسيح عيسى بن مريم ذاته فقال : «ويخبركم بأمور آتية».
والقرآن الكريم هو الآية الخالدة إلى أن تقوم الساعة إنه الإعجاز البيانى والإعجاز العلمى ...
الثالث : أن عيسى قال : «(هو يشهد لأجلى) وهذا الروح ما شهد لأجله بين أحد من تلاميذه الذين نزل عليهم ما كانوا محتاجين إلى الشهادة لأنهم كانوا يعرفون المسيح حق المعرفة قبل نزوله أيضا فلا فائدة للشهادة بين أيديهم. والمنكرون الذين كانوا محتاجين للشهادة فهذا الروح ما شهد بين أيديهم» (٣).
بخلاف محمد «صلىاللهعليهوسلم» فإنه شهد للمسيح شهادة سمعها عامة الناس .. وأظهر أمر المسيح وشهد له بالحق حتى سمع شهادته له عامة أهل الأرض وعلموا أنه صدق المسيح ونزهه عما افترته عليه اليهود وعما غلت فيه النصارى. ولهذا لما سمع النجاشى من الصحابة ما شهد به محمد للمسيح قال لهم (ما زاد عيسى على ما قلتم) (٤).
__________________
١ ـ بوكاى : دراسة الكتب المقدسة .. ص ١٢٨ ، ١٢٩. (مصدر سابق).
٢ ـ يوحنا ١٦ : ١٣ وانظر أيضا : إبراهيم خليل أحمد : السابق ص ٥١ ـ ٦٠.
٣ ـ رحمة الله الهندى : المصدر السابق.
٤ ـ ابن تيمية : المصدر السابق ص ١٧.