و بما أنّي كنت بعيدا عن التصرّفات المريبة التي كان غيري من أئمّة الجماعة يقوم بها كالتزلّف الى الدولة و رجالها و ممالأتهم.
و كنت مشتغلا بالعمل الإرشاديّ و العلميّ، و لم أشأ التقرّب إليهم، هدّدوني على لسان بعض أولئك المتزلّفين و أخيرا نفّذ في حقّي التهديد. فسافرت الى إيران.
و اطلعت في (مدينة قم) على أنّ هذا الكتاب قد طبع بتحقيق السيد أحمد الحسيني، في سلسلة (المختار من التراث) (١) .
و رأيت أنّ هذه الطبعة تمتاز بجودة الإخراج، و جمال الطبع، بالإضافة الى الاعتماد فيها على نسختين خطيّتين، إحداهما الأصل الذي اعتمدناه، و ثانيتهما نسخة محفوظة بمكتبة مجلس بطهران، و الثانية منسوبة الى الخطّاط (ياقوت المستعصميّ).
و مع أنّي أعتقد أنّ قيام شخصين بعمل واحد، في مجال التحقيق، ممّا لا داعي إليه، إذ كلّ المقصود هو إعطاء صورة كاملة من النصّ المكتوب، ليرجع اليه العلماء، بالإضافة الى أنّ صرف جهدين في أمر واحد، مع أنّ المئات من الكتب لا تزال غير محقّقة، عمل غير هادف و لا مقبول.
و لكنّي، رغم هذا كلّه، رأيت لزوم نشر ما قمت بتحقيقه، و ذلك :
أولا : أنّي قد قمت فعلا بصرف الوقت و الجهد بما سيذهب هدرا لو لم ينشر.
__________________
(١) طبع باسم : ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهمالسلام ، تأليف الحسين بن الحكم الحيري، مطبعة مهر استوار ــ قم ١٣٩٥ ه ــ ١٩٧٥ م.