معنى أولويّة النبيّ بالمؤمنين
كتاباً وسنّةً
إنّ قوله عليهالسلام : « أولى الناس بكم بعدي » معناه : الأولى بالتصرّف في أُموركم ، قطعاً ، لأنّ الكلمة هذه مقتبسة من قوله تعالى : ( النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) (١) ، ومن المقطوع به أن المراد من هذه الآية المباركة أولويّة النبيّ بالتصرّف في أُمور المسلمين ... وهذا ما يصرّح به وينص عليه أئمة التفسير :
كلمات المفسّرين في معنى « النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ »
* قال الواحدي : « قوله : ( النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) أي : إذا حكم عليهم بشيء نفذ حكمه ووجبت طاعته عليهم. قال ابن عباس : إذا دعاهم النبيّ إلى شيء ودعتهم أنفسهم إلى شيء ، كانت طاعة النبيّ أولى بهم من طاعة أنفسهم » (٢).
* وقال البغوي : « قوله تعالى : ( النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) يعني : من بعضهم ببعض ، في نفوذ حكمه فيهم ووجوب طاعته عليهم. وقال ابن عباس وعطاء : يعني : إذا دعاهم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ودعتهم أنفسهم إلى
__________________
(١) التفسير الوسيط ٣ / ٤٥٩.