« وقال تعالى » : قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ * سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ٨١ ، ٨٢
الطور : أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ ٣٩
النجم : أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَىٰ * تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ ٢١ ، ٢٢ « وقال تعالى » : إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنثَىٰ * وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ٢٧ ، ٢٨
الجن : وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا ٣
١ ـ فس : جعفر بن أحمد ، عن عبيد الله بن موسى ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قلت : قوله تعالى : « وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَـٰنُ وَلَدًا » قال : هذا حيث قالت قريش : إنَّ لله ولداً ، وإنَّ الملائكة إناث ، فقال الله تبارك وتعالى ردّاً عليهم : « لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا » أي عظيماً « تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ » ممّا قالوا : أن دعوا للرحمـن ولداً ، فقال الله تبارك وتعالى : « وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَـٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَـٰنِ عَبْدًا لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا » واحداً واحداً .
٢ ـ يد : ماجيلويه ، عن عمّه ، عن البرقيّ ، عن اليقطينيّ ، عن سليمان بن رشيد ، عن أبيه ، عن المفضّل قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : الحمد لله الّذي لم يلد فيورث ولم يولد فيشارك .
٣ ـ فس : قوله : قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ ، يعني أوَّل الآنفين له أن يكون له ولد . (١)
بيان : هذا أحد الوجوه في تأويل هذه الآية . قال الجوهريّ : قال أبو زيد : العبد بالتحريك : الغضب والأنف ، والاسم العبدة مثل الأنفة ، وقد عبد أي أنف . وقال أبو عمرو : قوله تعالى : فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ من الأنف والغضب انتهى . وثانيها أن يكون من قبيل
________________________
(١) أنف من العار : ترفع وتنزه عنه . كرهه . وفي الاحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السلام : أنا أول العابدين أي الجاحدين .