بيان : قوله عليهالسلام : وليس شيء غيره أي كذلك ، أو كان كذلك حين لا شيء غيره ، ويحتمل اتّصاله بما بعده أي هو متّصف بتلك الأوصاف المذكورة بعد ذلك لا شيء غيره . وقوله عليهالسلام : كونا ظلّين يحتمل أن يكون إشارة إلى خلق أرواح الثقلين ، فإنّ الظلال تطلق على عالم الأرواح في الأخبار كما سيأتي ، أو إلى الملائكة وأرواح البشر ، أو إلى نور محمّد وعليّ صلوات الله عليهما ، أو نور محمّد ونور أهل بيته عليهمالسلام ، ويؤيّده ما سيأتي في باب بدء خلق أرواح الأئمّة عليهمالسلام عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام قال : كان الله ولا شيء غيره ، فأوَّل ما ابتدأ من خلق خلقه أن خلق محمّداً وخلقنا أهل البيت معه من نور عظمته ، فأوقفنا أظلّة خضراء بين يديه ، حيث لا سماء ولا أرض ولا مكان ، ولا ليل ولا نهار ولا شمس ولا قمر الخبر . وعن صفوان ، عن الصادق عليهالسلام قال : لمّا خلق الله السماوات والأرضين استوى على العرش فأمر نورين من نوره فطافا حول العرش سبعين مرّة ، فقال عزَّ وجلَّ ، هذان نوران لي مطيعان ، فخلق الله من ذلك النور محمّداً وعليّاً والأصفياء من ولده عليهمالسلام . وعن الثماليّ قال : دخلت حبابة الوالبيّة (١) على أبي جعفر عليهالسلام فقالت : أخبرني يا ابن رسول الله أيّ شيء كنتم في الأظلّة ؟ فقال عليهالسلام : كنّا نوراً بين يدي الله قبل خلق خلقه . الخبر .
ويحتمل أن يكون المراد بهما مادّتي السماء والأرض .
٤٥ ـ فس : أبي ، عن البزنطيّ ، عن الرضا عليهالسلام قال : قال لي : يا أحمد ما الخلاف بينكم وبين أصحاب هشام بن الحكم في التوحيد ؟ فقلت : جعلت فداك قلنا نحن بالصورة للحديث الّذي روي أنَّ رسول الله صلىاللهعليهوآله رأى ربّه في صورة شابّ ! فقال هشام ابن الحكم بالنفي بالجسم . فقال : يا أحمد إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله لمّا اُسري به إلى السماء وبلغ عند سدرة المنتهى خرق له في الحجب مثل سمّ الابرة فرأى من نور العظمة ما شاء الله أن يرى ، وأردتم أنتم التشبيه ، دع هذا يا أحمد لا ينفتح عليك منه أمر عظيم .
بيان : بالنفي أي نفي الصورة مع القول بالجسم ، والمراد بالحجب إمّا الحجب المعنويّة وبالرؤية الرؤية القلبيّة ، أو الحجب الصوريّة ، فالمراد بنور العظمة آثار عظمته برؤية عجائب خلقه .
________________________
(١) الحبابة بفتح الحاء وتخفيف الباء .