قال اليهوديّان : فما منع صاحبيك أن يكونا جعلاك في موضعك الّذي أنت أهله ؟ فو الّذي أنزل التورية على موسى إنّك لأنت الخليفة حقّاً ، نجد صفتك في كتبنا ونقرؤه في كنائسنا ، وإنّك لأنت أحقّ بهذا الأمر وأولى به ممّن قد غلبك عليه . فقال علىٌّ عليهالسلام : قدّما وأخّرا وحسابهما على الله عزَّ وجلَّ يوقفان ويُسألان .
٢٣ ـ يد : العطّار ، عن أبيه ، عن ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم ابن محمّد ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : جاء رجل إلى أبي جعفر عليهالسلام فقال له : يا أبا جعفر أخبرني عن ربّك متى كان ؟
فقال : ويلك إنّما يقال لشيء لم يكن فكان : « متى كان » إنّ ربّي تبارك وتعالى كان لم يزل حيّاً بلا كيف ، ولم يكن له كان ، ولا كان لكونه كيف ، ولا كان له أين ، ولا كان في شيء ، ولا كان على شيء ، ولا ابتدع لكانه مكاناً . (١) الخبر .
٢٤ ـ يد : وروي أنّه سئل أمير المؤمنين عليهالسلام : أين كان ربّنا قبل أن يخلق سماءاً وأرضاً ؟ فقال عليهالسلام : « أين » سؤال عن مكان ، وكان الله ولا مكان .
٢٥ ـ يد : ابن الوليد ، عن محمّد العطّار ، عن ابن أبان ، عن ابن اُورمة ، (٢) عن ابن محبوب ، عن صالح بن حمزة ، عن أبان ، عن أسد ، عن المفضّل بن عمر ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : من زعم أنّ الله في شيء أو من شيء أو على شيء فقد أشرك ، لو كان عزَّ وجلَّ على شيء لكان محمولاً ، (٣) ولو كان في شيء لكان محصوراً ، ولو كان من شيء لكان محدثاً . (٤)
________________________
(١) كذا فيما عندنا من النسخ ، وفي التوحيد المطبوع : ولا ابتدع لكونه مكاناً . وفي نسخة اخرى منه : ولا ابتدع لمكانه مكاناً .
(٢) بضم الهمزة وإسكان الواو وفتح الراء المهملة ، كذا في الخلاصة . وأورد النجاشي وغيره ترجمته في كتبهم ، قال النجاشي في ص ٢٣١ من رجاله : محمد بن اورمة أبو جعفر القمي ذكره القميون وغمزوا عليه ورموه بالغلو ، حتى دس عليه ، من يفتك به فوجدوه يصلي من أول الليل إلى آخره فتوقفوا عنه ، وحكى جماعة من شيوخ القميين ، عن ابن الوليد أنه قال : محمد بن اورمة طعن عليه بالغلو ، فكل ما كان في كتبه مما وجد في كتاب الحسين بن سعيد وغيره فقل به ، وما تفرد به فلا تعتمده ، وقال بعض أصحابنا : إنه رأى توقيعات أبي الحسن الثالث عليه السلام إلى أهل قم في معنى محمد بن اورمة وبراءته مما قذف به ، وكتبه صحاح إلا كتابا ينسب إليه ترجمته تفسير الباطن فانه مختلط .
(٣) ولازمه جسميته ، تعالى عن ذلك علواً كبيراً .
(٤) يأتي الحديث بطريق آخر عن المفضل تحت الرقم ٣٩ .