« لوأن لنا كرة » لوللتمني ولذلك اجيب بالفاء ، أي ياليت لنا كرة إلى الدنيا « فنتبرأمنهم » « حسرات عليهم » ندامات وهي ثالث مفاعيل يرى إن كان من رؤية القلب وإلا فحال.
وفي قوله سبحانه : « أخذته العزة بالاثم » حملته الانفة وحمية الجاهلية على الاثم الذي يؤمر باتقائه لجاجا ، من قولك : أخذته بكذ : إذا حملته عليه وألزمته إياه « فحسبه جهنم » كفته جزاء وعذابا ، وجهنم علم دار العقاب ، وهو في الاصل مرادف للنار ، وقيل : معرب « ولبئس المهاد » جواب قسم مقدر ، والمخصوص بالذم محذوف للعلم به ، والمهاد : الفراش ، وقيل : ما يوطئ للجنب.
وفي قوله : « إن الذين كفروا » عام في الكفرة ، وقيل : المراد به وفد نجران أو اليهود أو مشركو العرب « من الله شيئا » أي من رحمته أو طاعته على معنى البدلية ، أو من عذابه « واولئك هم وقود النار » حطبها « كدأب آل فرعون » متصل بما قبله ، أي لن تغني عنهم كما لم تغن عن اولئك ، أو يوقد بهم كما يوقد باولئك ، أواستيناف مرفوع المحل ، وتقديره : دأب هؤلاء كدأبهم في الكفر والعذاب « والذين من قبلهم » عطف على آل فرعون ، وقيل : استيناف « كذبوا بآياتنا فأخذهم الله بذنوبهم » حال بإضمار قد ، أو استيناف بتفسير حالهم ، أوخبر إن ابتدأت بالذين من قبلهم.
وفي قوله تعالى : « وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون » من أن النار لن تمسهم إلا أياما قلائل ، أو أن آباءهم الانبياء يشفعون لهم ، أو أنه تعالى وعد يعقوب عليهالسلام أن لا يعذب أولاده إلا تحلة القسم.
وفي قوله :« ملء الارض ذهبا » ملء الشئ : مايملؤه ، وذهبا نصب على التمييز « ولوافتدى به » محمول على المعنى ، كأنه قيل : فلن يقبل من أحدهم فدية ولو افتدى بملء الارض ذهبا ، أو معطوف على مضمر تقديره : فلن يقبل من أحدهم ملء الارض ذهبا لو تقرب به في الدنيا ، ولو افتدى به من العذاب في الآخرة ، أوالمراد : ولو افتدى بمثله ، والمثل يحذف ويراد كثيرا ، لان المثلين في حكم شئ واحد.
وفي قوله :« اعدت للكافرين » فيه تنبيه على أن النار بالذات معدة للكفار ،