[١٤٦] ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ (١) ، حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدّثنا محمد بن إسحاق الصغاني ، حدّثني أبو بكر بن أبي النضر ، حدّثنا أبو النضر ، عن الأشجعي ، عن سفيان ، عن عبيد المكتب ، عن فضيل بن عمرو ، عن الشعبي ، عن أنس بن مالك قال : كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك وقال : « هل تدرون ممّ أضحك »؟ قال : قلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : « من مخاطبة العبد ربه يوم القيامة ، يقول : يا رب ألم تجرني من الظلم؟ قال : فيقول : بلى ، قال : فيقول : فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهدا مني ، قال : فيقول الله : كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا ، وبالكرام الكاتبين شهودا ، قال : فيختم الله على فيه ويقول لأركانه : انطقي ، فتنطق بأعماله ، ثم يخلى بينه وبين الكلام ، قال : فيقول : بعدا وسحقا فعنكنّ أناضل » (٢).
__________________
وأخرجه الإسماعيلي من طريق بندار عن جعفر بن عون عن الأعمش وقال : إنه مختصر ، ومن طريق أبي معاوية عن الأعمش مطوّلا كما ذكر الحافظ في الفتح ( ١٣ / ٢٧٠ ).
وأخرجه سعيد بن منصور أيضا كما في الدرّ.
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف ( ٦ / ٣١٠ ) عن أبي معاوية.
قال البيهقي في شعب الإيمان ( ٢ / ٣٠ ) فإن كذّبت أمة رسولها وقالت : ما أتانا من نذير ، فذكر الحديث ثم قال : فهذا فيما بين كل نبي وقومه ، فأما كل واحد من القوم على الانفراد فالشاهد عليه صحيفة عمله وكاتباها ، فإنه قد أخبر في الدنيا بأن عليه ملكين موكلين يحفظان أعماله وينسخانها.
[١٤٦] نهاية البداية والنهاية ( ٢ / ٥٢ ). شعب الإيمان ( ٢ / ٣٤ ).
(١) قال في الأسماء والصفات ( ١ / ٣٤٦ ) ، حدّثنا أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الرحمن السلمي قالا : حدثنا أبو العباس.
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الزهد والرقائق : في فاتحته.
وأخرجه النسائي في سننه الكبرى كتاب التفسير وقال : ما أعلم أحدا روى هذا الحديث عن سفيان غير الأشجعي وهو حديث غريب. قال ابن حجر في النكت الظراف : قلت ، قد تابعه عن سفيان مهران بن أبي عمر عند الطبراني وأبو عامر الأسدي عند ابن أبي حاتم من وجهين ، وتابع سفيان على روايته إياه عن عبيد ، شريك القاضي عند البزار. انظر تحفة الأشراف ( ١ / ٢٤٩ ).
قال البيهقي في شعب الإيمان ( ٢ / ٣٣ ) فأما إخبار الله عزّ وجل عن شهادة الجوارح على أهلها ، بقوله : ( يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ ) ، وقوله : ( وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ ) ، ( وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ ) ، وقوله : ( الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ ).