في سبيل الله » (١).
فهنا نجد أن قضاء حوائج الأخوان وخاصة تلك التي لابد منها لاستمرار العيش الكريم يرفعها الرسول صلىاللهعليهوآله إلى درجة العبادة العملية التي تستلزم الثواب الأخروي الجزيل.
وكان الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله يحثّ على صون كرامة الأخ المؤمن وعدم إراقة ماء وجهه بعدم تكليفه الطلب عند حاجته ، لذلك يدعو إلى المبادرة بقضاء حوائجه بمجرّد الشعور بحاجته إلى المساعدة ، وهذه توصية حضارية في غاية الأهمية ، قال صلىاللهعليهوآله : « لا يكلّف المؤمن أخاه الطلب إليه إذا علم حاجته » (٢).
ونسجت مدرسة أهل البيت : على هذا المنوال بأقوال عديدة تعكس حالة التضامن والتكافل التي ترغب في إشاعتها بين أفراد المجتمع ، فعن الإمام علي عليهالسلام قال : « خير الاخوان من لا يحوج إخوانه إلى سواه » (٣).
وقال أيضاً : « خير اخوانك من واساك » (٤).
ورسم لنا أمير المؤمنين عليهالسلام مقياساً للتفاضل الاجتماعي يقوم على المنفعة
________________
(١) ثواب الأعمال / الشيخ الصدوق : ٢٨٨ ، منشورات الرضي ـ قم ، ط ٢ ـ ١٣٦٨ ه.
(٢) الخصال / الشيخ الصدوق : ٦١٤ ، نشر جماعة المدرسين في الحوزة العلمية ، قم.
(٣) غرر الحكم / الآمدي ١ : ٣٥٠ / ح ٣ ، الفصل (٢٩) ، مؤسسة الأعلمي ، ط ١.
(٤) عيون الحكم والمواعظ / علي بن محمد الليثي الواسطي : ٢٣٨ ، دار الحديث ، ط ١ ـ ١٣٧٦ ش.