وبالنسبة لتعظيم خصوص ليلة مولده (ص) وليلة المعراج ، نوردها هنا نصّاً يشير إلى هذا التعظيم من قبل الله سبحانه ، فقد قال الحلبي وغيره :
« ... وقد أقسم الله بليلة مولده في قوله تعالى : « والضُّحى ، واللَّيل » وقيل المراد ليلة الإسراء. ولا مانع أن يكون الإقسام وقع بهما ، أي استعمل اللَّيل فيهما ». ١
وفي بعض المصادر : أن المراد بالضُّحى هو الساعة التي خرَّ فيها السحرة سُجَّداً ، وباللَّيل ليلة المعراج.
وعن الصادق عليه السلام ، وقتادة ، ومقاتل : أن المراد بالضحى ، الضحى الذي كلَّم الله فيه موسى ، وباللَّيل ليلة المعراج. ٢
وبعد .. فإن اهمَّ دليل اعتمد عليه هؤلاء هو الرواية المنسوبة إلى النبيِّ الأكرم صلَّى الله عليه وآله وسلم ، والتي تضمَّنت النهيَ عن جعل قبره صلَّى الله عليه وآله وسلم عيداً.
وقد « قال الحافظ المنذري : يحتمل أَن يكون المراد به الحث على كثرة زيارة قبره (ص) ، وأن لا يهمل حتى يكون كالعيد ، الذي لا يؤتى في العام إلّا مرَّتين. قال : ويؤيده قوله : لا تجعلوا بيوتكم قبوراً ، أي لا تتركوا الصلاة فيها حتى تجعلوها كالقبور التي لا يصلَّى فيها .. » ٣.
__________________
١ ـ راجع : السيرة الحلبية / ج ١ / ص ٥٨ ، والسيرة النبوية لدحلان / ج ١ / ص ٢١ ، وقد نبَّهني إلى وجود هذا النص في السيرة الحلبية أحد الفضلاء من الاخوة ، فنشكره على ذلك.
٢ ـ فتح القدير / ج ٥ / ص ٤٥٧ ، وراجع المصادر التالية : الجامع لأحكام القرآن للقرطبي / ج ٢ / ص ٩١ ، والتفسير الكبير للرازي / ج ٣١ / ص ٢٠٨ ، وراجع ص ١٠٩ ، وغرائب القرآن للنيسابوري ، بهامش الطبري / ج ٣٠ / ص ١٠٧ ، والكشاف للزمخشري / ج ٤ / ص ٧٦٥ ، ومدارك التنزيل للنسقي ، بهامش تفسير الخازن / ج ٤ / ص ٣٨٥.
٣ ـ كشف الارتياب / ص ٤٤٩ عن السمهودي ، والصارم المنكي / ص ٢٩٧ ، وراجع ص ٣٠٠ ، وعون المعبود / ج ٦ / هامش ص ٣١ / ٣٢ ، وشفاء السقام / ص ٦٧ ، والتوسل بالنبي وجهلة الوهابيين / ص ١٢٢ ، وزيارة القبور الشرعية والشركية / ص ١٥.