لذلك خرج المختار وتسعة عشر شخصا من أتباعه فقط للقتال ، وقد قُتل المختار بعد أن أبدى شجاعة نادرة.
وقد ذكر أنّه قال حتى معركته الأخيرة هذه قبل وفاته للسائب بن مالك الأشعري :
« إنّما أنا رجل من العرب ، رأيت ابن الزبير انتزى على الحجاز ، ورأيت نجدة انتزى على اليمامة ، ومروان على الشام ، فلم أكن دون أحد من رجال العرب فأخذت هذه البلاد فكنت كأحدهم ، إلاّ أني قد طلبت بثأر أهل بيت النبي عليهم الصلاة والسلام ، إذ نامت عنه العرب » (١).
قتله رحمهالله أخوان من بني حنيفة قبيلة سجاح التي ادّعت النبوة. وكان استشهاده رضياللهعنه ، في الرابع عشر من شهر رمضان سنة ٦٧ هـ (الثالث من نيسان سنة ٦٨٧م) ، وكان له من العمر سبع وستون سنة (٢).
وقد وصف المسعودي (٣) ، ساعات المختار الأخيرة ، فقال : « ودخل المختار قصر الإمارة وتحصّن فيه ، وكان يخرج كل يوم لمحاربة مصعب وأصحابه وأهل الكوفة وغيرهم ، فخرج إليهم ذات يوم وهو على بغلة شهباء فحمل عليه رجل من بني حنيفة ، يقال له عبد الرحمن بن أسد ، فقتله واحتزّ
__________________
(١) أنساب الأشراف ٦ : ٤٤٠ ، تاريخ الطبري ٦ : ١٠٧ ، الأخبار الطوال / الدينوري : ٤٤٧.
(٢) تاريخ الطبري ٦ : ١٠٨ و ١١٦ ، وذكر البلاذري ، بأن مقتل المختار كان سنة ٦٩ هـ.
(٣) مروج الذهب ٣ : ٧٢ ويقصد المسعودي بـ (أهل الكوفة) ، الذين هربوا من الكوفة وانضموا إلى قوات مصعب في البصرة ، وأغلبهم ممن اشترك بقتل الإمام الحسين عليهالسلام.