١ ـ القرطبي :
« وَلْيَتَلَطَّفْ » أي في دخول المدينة وشراء الطعام ، « وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا » أي لا يخبرن ، وقيل : إن ظهر عليه فلا يوقعن إخوانه فيما وقع فيه ، « إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ » قال الزجاج : معناه بالحجارة ، وهو أخبث القتل ، وقيل : يرموكم بالسب والشتم ، والاول اصح لانه كان عازماً على قتلهم ـ كما تقدم في قصصهم .... (٤١)
وبعد ذكر الوكالة التي يتصور المفسر ان الآية تشعر بها ، وانها وقعت في الجاهلية يعقب في ضمن المسألة السادسة :
[ في هذه الآية نكتة بديعة .. وهي : انما كانت ـ الوكالة ـ مع التقية خوفاً أن يشعر بهم أحد لما كانوا عليه من الخوف على أنفسهم ، وجواز توكيل ذوي العذر .. متفق عليه ، فاما من لا عذر له فالجمهور على جوازها ...
وقال ابو حنيفة وسُحنون : لا يجوز.
قال ابن العربي : وكان سُحنون تلقفه من اسد بن الفرات فحكم به أيام قضائه ، ولعله كان يفعل ذلك باهل الظلم والجبروت انصافاً منهم واذلالاً لهم. وهو الحق ، فان الوكالة معونة ولا تكون لاهل الباطل ] (٤٢).
٢ ـ ابن كثير :
[ ( وَلْيَتَلَطَّفْ ) أي في خروجه وذهابه وشرائه وإيابه ، يقولون : وليختف كل ما يقدر عليه ، « وَلا يُشْعِرَنَّ » اي ولا
__________________
(٤١) الجامع لاحكام القرآن ـ له : ج ١٠ ص ٢٤٤.
(٤٢) المصدر السابق ص ٢٤٥.