وانّ الخلفاء اثنا عشر (١). فإنّ هذه الروايات تحدد تلك الفكرة العامة وتشخيصها في الإمام الثاني عشر من أئمة اهل البيت ، وهي روايات بلغت درجة كبيرة من الكثرة والانتشار على الرغم من تحفّظ الأئمة عليهمالسلام واحتياطهم في طرح ذلك على المستوى العام ، وقايةً للخلف الصالح من الاغتيال أو الإجهاز السريع على حياته (٢). وليست الكثرة العددية للروايات هي الأساس الوحيد لقبولها ، بل هناك إضافة إلى ذلك مزايا وقرائن تبرهن على صحتها ، فالحديث النبوي الشريف عن الائمة أو الخلفاء أو الأمراء بعده وأنهم اثنا عشر إماماً أو خليفةً أو أميراً ـ على اختلاف متن الحديث في طرقه المختلفة ـ قد أحصى بعض المؤلفين رواياته فبلغت أكثر من مائتين وسبعين رواية (٣) مأخوذة من أشهر كتب الحديث عند الشيعة والسنّة بما في ذلك البخاري (٤) ومسلم (٥) والترمذي (٦) وأبي داود (٧)
__________________
الحنفي : ص ٤٩٢ ، وفي مقتل الإمام الحسين للخوارزمي ١ : ١٩٦ ، وفي فرائد السمطين للجويني الشافعي ٢ : ٣١٠ ـ ٣١٥ الأحاديث من ٥٦١ ـ ٥٦٩ ، وراجع منتخب الأثر للعلامة الشيخ الصافي إذ خرّجها من طرق الفريقين ( دفاع عن الكافي ١ : ٢٩٤ ).
(١) حديث « إلخلفاء بعدي اثنا عشر كلهم من قريش » أو « لا يزال هذا الدين قائماً ما وليه اثنا عشر كلهم من قريش ».
هذا الحديث متواتر ، روته الصحاح والمسانيد بطرق متعددة وإن اختلف في متنه قليلاً. نعم ، اختلفوا في تأويله واضطربوا. راجع : صحيح البخاري ٩ : ١٠١ كتاب الأحكام ـ باب الاستخلاف. صحيح مسلم ٢ : ١١٩ كتاب الإمارة. مسند أحمد ٥ : ٩٠ ، ٩٣ ، ٩٧.
(٢) راجع الغيبة الكبرى / السيد محمد الصدر : ص ٢٧٢ وما بعدها.
(٣) راجع التاج الجامع للأصول ٣ : ٤٠ قال : رواه الشيخان الترمذي ، وراجع في تحقيق الحديث وطرقه وأسانيده كتاب الإمام المهدي عليهالسلام / علي محمد علي دخيل.
(٤) صحيح البخاري / المجلد الثالث / ٩ : ١٠١ ، كتاب الأحكام ـ باب الاستخلاف. طبعة دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.
(٥) و (٦) و (٧) راجع : التاج الجامع لأصول ٣ : ٤٠ ، قال تعقيباً على الحديث : رواه الشيخان