٣٦ ـ شى : (١) عن عطاء ، عن أبي جعفر (ع) ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي عليهمالسلام عن رسول الله (ص) قال : إنما كان لبث آدم وحواء في الجنه حتى خرج منها سبع ساعات من أيام الدنيا حتى أكلا من الشجرة ، فأهبطهما الله إلى الارض من يومهما ذلك ، قال : فحاج آدم ربه فقال : يا رب أرأيتك قبل أن تخلقني كنت قدرت علي هذا الذنب وكل ماصرت وأنا صائر إليه ، أو هذا شئ فعلته أنا من قبل لم تقدره علي ، غلبت علي شقوتي (٢) فكان ذلك مني وفعلي لا منك ولا من فعلك؟ قال له : يا آدم أنا خلقتك وعلمتك أني اسكنك وزوجتك الجنة ، وبنعمتي وما جعلت فيك من قوتي قويت بجوار حك على معصيتي ، ولم تغب عن عيني ، ولم يخل علمي من فعلك ولا مما أنت فاعله ، قال آدم : يا رب الحجة لك علي ، يا رب فحين خلقتني وصورتني ونفخت في من روحي ، (٣) وأسجدت لك ملائكتي ، ونوهت باسمك في سماواتى ، وابتدأتك بكرامتي ، وأسكنتك جنتي ، ولم أفعل ذلك إلا برضى مني عليك (٤) أبلوك بذلك من غير أن تكون عملت لي عملا تستوجب به عندي ما فعلت بك ، قال آدم : يا رب الخير منك والشر مني. قال الله : يا آدم أنا الله الكريم ، خلقت الخير قبل الشر ، وخلقت رحمتي قبل غضبي ، وقدمت بكرامتي قبل هواني ، وقدمت باحتجاجي قبل عذابي ، يا آدم ألم أنهك عن الشجرة؟ واخبرك أن الشيطان عدو لك و لزوجتك؟ واحذر كما قبل أن تصيرا إلى الجنة ، واعلمكما أنكما إن أكلتما من الشجرة كنتما ظالمين لانفسكما عاصيين لي؟ يا آدم لا يجاورني في جنتي ظالم عاص لي ، قال : فقال : بلى يارب الحجة لك علينا ، ظلمنا أنفسنا وعصينا وإلا تغفر لنا وترحمنا نكن من الخاسرين ، قال : فلما أقرا لربهما بذنبهما وأن الحجة من الله لهما تداركهما رحمة الرحمن الرحيم فتاب عليهما ربهما إنه هو التواب الرحيم.
قال الله : يا آدم اهبط أنت وزوجك إلى الارض ، فإذا أصلحتما أصلحتكما ، وإن
ـــــــــــــــ
(١) أخرجه البحرانى عن تفسير العياشى في تفسيره البرهان وفيه اختلافات نشير إلى بعضها.
(٢) في تفسير البرهان : أوهذا شئ فعلته انا من قبل أن تقدره على غلبتنى شقوتى.
(٣) الصحيح كما في البرهان : ونفخت في من روحك ، قال الله تعالى : يا آدم أسجدت لك ملائكتى اه.
(٤) في نسخة : بنعمة منى عليك.