أقول : يمكن أن يقال : المراد بالخلق من نفس واحدة الخلق من أب واحد ، كما يقال : بنوتميم كلهم نشؤوا من تميم ، ولا ينافيه شركة الام كما لا ينافيه اشتراط سائر الشرائط والشتراك غيرها من اللل. ثم اعلم أنه يحتمل أن تكون « من » في قوله : « منها » تعليلية أي لاجلها.
٢ ـ ع : أبي ، عن محمد العطار ، عن ابن أبان ، عن ابن اورمة ، عن النوفلي ، عن علي بن داود اليعقوبي ، عن الحسن بن مقاتل ، عمن سمع زرارة يقول : سئل أبوعبدالله (ع) عن بدء النسل من آدم على نبينا وآله وعليه السلام كيف كان؟ وعن بدء النسل من ذرية آدم فإن اناسا عندنا يقولون : إن الله تعالى أوحى إلى آدم أن يزوج بناته بنيه ، وأن هذا الخلق كله أصله من الاخوة ولاخوات ، فقال أبوعبدالله عليهالسلام : تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا يقول من قال هذا : بأن الله عزوجل خلق صفوة خلقه وأحباءه وأنبياءه ورسله والمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات من حرام ، ولم يكن له من القدرة ما بخلقهم من حلال ، وقد أخذ ميثاقهم على الحلال الطهر الطاهر الطيب ، فوالله لقد تبينت (١) أن بعض البهائم تنكرت له اخته فلما نزا عليها ونزل كشف له عنها ، فلما علم أنها اخته أخرج غرموله ثم قبض عليه بأسنانه حتى قطعه فخر ميتا ، وآخر تنكرت له امه ففعل هذا بعينه ، فكيف الانسان في إنسيته وفضله وعلمه؟! غير أن جيلا من هذا الخلق الذي ترون رغبوا عن علم أهل بيوتات أنبيائهم وأخذوا من حيث لم يؤمروا بأخذه فصاروا إلى ما قد ترون من الضلال والجهل بالعلم ، كيف كانت الاشياء الماضية من بدء أن خلق الله ما خلق ما هو كائن أبدا. ثم قال : ويح هؤلاء أين هم عمالم يختلف فيه فقهاء أهل الحجاز ولا فقهاء أهل العراق أن الله عزوجل أمر القلم فجرى على اللوح المحفوظ بما هو كائن إلى يوم القيامة قبل خلق آدم بألقي عام ، وأن كتب الله كلها فيما جرى فيه القلم في كلها تحريم الاخوة مع ما حرم ، وهذا نحن قد نرى منها هذه الكتب الاربعة المشهورة في هذا العالم : التوارة والانجيل والزبور والقرآن (٢) أنزلها الله من اللوح (٣) المحفوظ
ـــــــــــــــ
(١) في نسخة : نبئت.
(٢) في المصدر : الفرقان. م
(٣) « « : عن اللوح.