من السلام وهو في أرض ليس فيها السلام ، فقال : من أنت؟ قال : أنا موسى ، قال : أنت موسى بن عمران الذي كلمه الله تكليما؟ قال : نعم ، قال : فما حاجتك؟ قال : أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا ، قال : إني وكلت(١) بأمر لا تطيقه ووكلت بأمر لا اطيقه ، وقد قال له : « إنك لن تستطيع معي صبرا * وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا * قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا « فحدثه عن آل محمد وعما يصيبهم حتى اشتد بكاؤهما ، ثم حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وعن أمير المؤمنين عليهالسلام وعن ولد فاطمة وذكر له من فضلهم وما اعطوا حتى جعل يقول : يا ليتني من آل محمد ، وعن رجوع رسول الله صلى الله عليه وآله إلى قومه وما يلقى منهم ومن تكذيبهم إياه ، وتلا هذه الآية: « و نقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة » فإنه أخذ عليهم الميثاق.(٢)
بيان : قوله : ( وعن رجوع رسول الله صلى الله عليه وآله ) أي بعد الهجرة أو في الرجعة.
٣٣ ـ شى : عن عبدالرحمن بن سيابة ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن موسى صعد المنبر وكان منبره ثلاث مراق ، فحدث نفسه أن الله لم يخلق خلقا أعلم منه ، فأتاه جبرئيل فقال له : إنك قد ابتليت فانزل فإن في الارض من هو أعلم منك فاطلبه ، فأرسل إلى يوشع إني قد ابتليت فاصنع لنا زادا وانطلق بنا ، فاشترى حوتا فخرج بآذربيجان ثم شواه ثم حمله في مكتل ، ثم انطلقا يمشيان في ساحل البحر ـ والنبي إذا مر في مكان لم يعي أبدا حتى يجوز ذلك الوقت ـ قال : فبينما هما يمشيان حتى انتهيا إلى شيخ مستلقى معه عصاه موضوعة إلى جانبه ، وعليه كساء إذا قنع رأسه خرجت رجلاه ، وإذا غطى رجليه خرج رأسه ، قال : فقام موسى يصلي ، وقا ليوشع : احفظ علي ، قال : فقطرت قطرة من السماء في المكتل فاضطرب الحوت ثم جعل يجر المكتل إلى البحر قال : وهو قوله : « واتخذ سبيله في البحر سربا » قال : ثم إنه جاء طير فوقع على ساحل البحر ثم أدخل منقاره فقال : يا موسى ما أخذت من علم ربك ما حمل ظهر منقاري من جميع البحر ، قال : ثم قام فمشى فتبعه يوشع ، فقال موسى لما أعيا حيث جاز الوقت فيه : « آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا
_________________
(١) من وكل إليه الامر : سلمه وتركه وفوضه اليه.
(٢) تفسير العياشى مخطوط.