لا تحل ، وأسخى الناس ، لا يثبت عنده دينار ولا درهم ، فان فضل ولم يجد من يعطيه و يجنه الليل لم يأو إلى منزله حتى يتبرء منه إلى من يحتاج إليه ، لا يأخذ مما آتاه الله إلا قوت عامه فقط من يسير ما يجد من التمر والشعير ، ويضع سائر ذلك في سبيل الله ، ولا يسأل شيئا إلا أعطاه ، ثم يعود إلى قوت عامه فيؤثر منه حتى ربما احتاج قبل انقضاء العام إن لم يأته شئ ، وكان يجلس على الارض ، وينام عليها ، ويأكل عليها ، وكان يخصف النعل ، ويرقع الثوب ، ويفتح الباب ، ويحلب الشاة ، ويعقل البعير فيحلبها ، ويطحن مع الخادم إذا أعيا ، ويضع طهوره بالليل بيده ، ولا يتقدمه مطرق ، ولا يجلس مكتئا ، ويخدم في مهنة أهله ، ويقطع اللحم ، وإذا جلس على الطعام جلس محقرا ، وكان يلطع أصابعه ، ولم يتجشأ قط ، ويجيب دعوة الحر والعبد ولو على ذراع أو كراع ، ويقبل الهدية ولو أنها جرعة لبن ويأكلها ، ولا يأكل الصدقة ، لا يثبت بصره في وجه أحد ، يغضب لربه ولا يغضب لنفسه ، وكان يعصب (١) الحجر على بطنه من الجوع ، يأكل ما حضر ، ولا يرد ما وجد ، لا يلبس ثوبين ، يلبس بردا حبرة يمينة ، وشملة (٢) جبة صوف ، والغليظ من القطن والكتان ، وأكثر ثيابه البياض ، ويلبس العمامة (٣) ، ويلبس القميص من قبل ميامنه ، وكان له ثوب للجمعة خاصة ، وكان إذا لبس جديدا أعطى خلق ثيابه مسكينا ، وكان له عباء يفرش له حيث ما ينقل تثنى (٤) ثنيتين ، يلبس خاتم فضة في خنصره الايمن ، يحب البطيخ ، ويكره الريح الردية : ويستاك عند الوضوء ، يردف (٥) خلفه عبده أو غيره ، يركب (٦) ما أمكنه من فرس أو بلغة أو حمار ، ويركب الحمار بلا سرج وعليه العذار (٧) ، ويمشي راجلا و
____________________
(١) أى يشد.
(٢) الشملة : كساء واسع يشتمل به.
(٣) في المصدر : ويلبس العمامة تحت العمامة.
(٤) أى يطوى ويرد بعضه على بعض.
(٥) في المصدر : ويردف.
(٦) في المصدر : ويركب.
(٧) العذار بالكسر : ما سال من اللجام على خد الفرس.