إن الله سريع الحساب ١١٩.
المائدة : « ٥ » لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين و رهبانا وأنهم لا يستكبرون * وإذا سمعوا ما انزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين * وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين * فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين ٨٢ ـ ٨٥.
تفسير : قوله تعالى : « وإن من أهل الكتاب » قال الطبرسي رحمهالله : اختلفوا في نزولها ، فقيل : نزلت في النجاشي ملك الحبشة واسمه أصحمة ، وهو بالعربية عطية وذلك أنه لما مات نعاه جبرئيل لرسول الله (ص) في اليوم الذي مات فيه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : اخرجوا فصلوا على أخ لكم مات بغير أرضكم ، قالوا : ومن هو؟ قال : النجاشي فخرج رسول الله (ص) إلى البقيع وكشف له من المدينة إلى أرض الحبشة ، فأبصر سرير النجاشي وصلى عليه.
فقال المنافقون : انظروا إلى هذا يصلي على علج نصراني حبشي لم يره قط وليس على دينه ، فأنزل الله هذه الآية ، عن جابر بن عبدالله ، وابن عباس وأنس وقتادة ، وقيل : نزلت في أربعين رجلا من أهل نجران من بني الحارث بن كعب ، واثنين وثلاثين من أرض الحبشة ، وثمانية من الروم كانوا على دين عيسى عليهالسلام فآمنوا بالنبي (ص) عن عطاء ، وقيل : نزلت في جماعة من اليهود كانوا أسملوا ، منهم عبدالله بن سلام ومن معه عن ابن جريح وابن زيد وابن إسحاق وقيل : نزلت في مؤمني أهل الكتاب كلهم ، لان الآية قد نزلت على سبب ، وتكون عامة في كل ما يتناوله عن مجاهد (١).
وقال رحمهالله في قوله : « ولتجدن أقربهم مودة » : قال (٢) المفسرون ائتمرت قريش أن يفتنوا المؤمنين عن دينهم ، فوثبت كل قبيلة على من فيها من المسلمين يوذونهم
__________________
(١) مجمع البيان ٢ : ٥٦١.
(٢) زاد في المصدر قبل ذلك نزلت في النجاشى وأصحابه.