يثقفنهم(١) يوم القيامة أو لا يعجزونك « وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة » هذا أمر منه سبحانه بأن يعدوا السلاح قبل لقاء العدو ، روي أن القوة الرمي(٢) ، وقيل : إنها اتفاق الكلمة والثقة بالله تعالى والرغبة في ثوابه ، وقيل : الحصون « ومن رباط الخيل » أي ربطها واقتنائها للغزو « ترهبون به » أى تخيفون بما تعدونه لهم « عدو الله وعدوكم » يعني مشركي مكة وكفار العرب « وآخرين من دونهم » أي وترهبون كفارا آخرين دون هؤلاء ، واختلفوا في الآخرين فقيل : إنهم بنو قريظة وقيل : هم أهل فارس ، وقيل : هم المنافقون لا يعلم المسلمون ، أنهم أعداؤهم وهم أعداؤهم « لا تعلمونهم » أي لا تعرفونهم لانهم يصلون ويصومون ، ويقولون : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، ويختلطون بالمؤمنين « الله يعلمهم » أي يعرفهم لانه المطلع على الاسرار ، وقيل : هم الجن « وما تنفقوا من شئ في سبيل الله » أي في الجهاد ، وفي طاعة الله « يوف إليكم » أي يوفر عليكم ثوابه في الآخرة « وأنتم لا تظلمون » أي لا تنقصون شيئا منه « وإن جنحوا للسلم » أي مالوا إلى الصلح وترك الحرب « فاجنح لها » أي مل إليها ، « وتوكل على الله » أي فوض أمرك إلى الله « إنه هو السميع العليم » لا تخفى عليه خافية ، وقيل : إنها منسوخة بقوله : « اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم » وقيل : إنها ليست بمنسوخة لانها في الموادعة لاهل الكتاب والاخرى لعباد الاوثان « وإن يريدوا » أي الذين يطلبون منك الصلح « أن يخدعوك » بأن تكفوا عن القتال حتى يقووا فيبدأوكم بالقتال من غير استعداد منكم « فإن حسبك الله » أى فإن الذي يتولى كفايتك الله « هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين » أي قواك بالنصر من عنده وبالمؤمنين الذين ينصرونك « وألف بين قلوبهم » وأراد بالمؤمنين الانصار ، وهم الاوس والخزرج عن أبي جعفر عليهالسلام والسدي وأكثر المفسرين وأراد بتأليف القلوب ما كان بين الاوس والخزرج من المعاداة والقتال ، فإنه لم يكن
____________________
(١) في المصدر : حتى لا يبعثهم الله أقول : لعل لفظة « لا » زائدة.
(٢) بل القوة ما يتقوى به على قتال الكفار من كل سلاح ، وذلك يختلف بحسب الازمنه والامكنة.