ثمانية عشر شهرا وقيل : كان التاسع عشر من شهر رمضان ، وقد روي ذلك عن أبي عبدالله عليهالسلام.
« إذ أنتم بالعدوة الدنيا » العدوة : شفير الوادي ، وللوادي عدوتان وهما جانباه والدنيا تأنيث الادنى ، قال ابن عباس : يريد : والله قدير على نصركم وأنتم أقلة أذلة إذ أنتم نزول بشفير الوادي الاقرب إلى المدينة « وهم » يعني المشركين أصحاب النفير « بالعدوة القصوى » أي نزول بالشفير الاقصى من المدينة « والركب » يعني أبا سفيان وأصحابه وهم العير « أسفل منكم » أي في موضع أسفل منكم إلى ساحل البحر ، قال الكلبي : كانوا على شط البحر بثلاثة أميال ، فذكر الله سبحانه مقاربة الفئتين من غير ميعاد ، وما كان المسلمون فيه من قلة الماء والرمل الذي تسوخ فيه الارجل مع قلة العدة والعدد ، وما كان المشركون فيه من كثرة العدة والعدد و نزولهم على الماء والعير أسفل منهم وفيها أموالهم ، ثم مع هذا كله نصر المسلمين عليهم ليعلم أن النصر من عنده تعالى « ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد » معناه لو تواعدتم أيها المسلمون الاجتماع في الموضع الذي اجتمعتم فيه ثم بلغكم كثرة عددهم مع قلة عددكم لتأخرتم فنقضتم المعياد ، أو لاخلفتم بما يعرض من العوائق والقواطع ، فذكر الميعاد لتأكيد أمره في الانفاق ، ولولا لطف الله مع ذلك لوقع الاختلاف « ولكن » قدر الله التقاءكم وجمع بينكم وبينهم على غير ميعاد « ليقضي الله أمرا كان مفعولا » أي كائنا لا محالة ، وهو إعزاز الدين وأهله ، وإذلال الشرك و أهله « ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة » أي فعل ذلك ليموت من مات منهم بعد قيام الحجة عليه بما رأى من المعجزات الباهرة للنبي صلى الله عليه وآله في حروبه وغيرها ، ويعيش من عاش منهم بعد قيام الحجة ، وقيل : إن البينة هي ما وعد الله من النصر للمؤمنين على الكافرين ، صار ذلك حجة على الناس في صدق النبي صلىاللهعليهوآله فيما أتاهم به من عند الله تعالى وقيل : معناه ليهلك من ضل بعد قيام الحجة عليه فيكون حياة الكافر وبقاؤه هلاكا له ، ويحيى من اهتدى بعد قيام