ورأى أبوبكر واحدا يبول قبلهم ، فقال : قد أبصرونا ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله لو أبصرونا لما استقبلونا بعوراتهم.(١)
٢٩ ـ شى : عن سعيد بن المسيب ، عن علي بن الحسين عليهالسلام قال : كانت خديجة ماتت قبل الهجرة بسنة ، ومات أبوطالب بعد موت خديجة بسنة فلما فقدهما رسول الله صلىاللهعليهوآله شنأ(٢) المقام بمكة ، ودخله حزن شديد ، وأشفق على نفسه من كفار قريش ، فشكا إلى جبرئيل ذلك ، فأوحى الله إليه : يا محمد اخرج من القرية الظالم أهلها ، وهاجر إلى المدينة ، فليس لك اليوم بمكة ناصر ، وانصب للمشركين حربا ، فعند ذلك توجه رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى المدينة.(٣)
٣٠ ـ شى : عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : أما قوله : « ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد(٣) » فإنها نزلت في علي بن أبي طالب عليهالسلام حين بذل نفسه لله ولرسوله (ص) ليلة اضطجع على فراش رسول الله (ص) لما طلبته كفار قريش.(٥)
٣١ ـ شى : عن ابن عباس قال : فدى علي عليهالسلام بنفسه ، لبس ثوب النبي صلىاللهعليهوآله ثم نام مكانه ، فكان المشركون يرمون رسول الله ، قال : فجاء أبوبكر وعلي عليهالسلام نائم ، وأبوبكر يحسب أنه نبي الله ، فقال : أين نبي الله؟ فقال علي : إن نبي الله قد انطلق نحو بئر ميمون فأدرك ، قال : فانطلق أبوبكر فدخل معه الغار ، وجعل عليهالسلام يرمى بالحجارة كما كان يرمى رسول الله (ص) وهو يتضور قد لف رأسه ، فقالا : إنك كنت(٦) ، لو كان صاحبك لا يتضور قد استنكرنا
____________________
(١) مناقب آل أبى طالب ١ : ١١١.
(٢) أى كره وأبغض المقام بها.
(٣) تفسير العياشى ج ١ : ٢٥٧.
(٤) البقرة : ٢٠٦.
(٥) تفسير العياشى ج ١ : ١٠١.
(٦) هذا يوافق ما يأتى عن الطبرى وابن حنبل ، وأما سائر الروايات ففيها انه لقيه رسول الله صلىاللهعليهوآله في الطريق ، ولعل التوفيق بينهما ان النبى صلى الله عليه