قال وكان مخيريق اليهودي من أحبار اليهود فقال يوم السبت ورسول الله صلىاللهعليهوآله بأحد : يا معشر اليهود والله إنكم لتعلمون أن محمدا نبي ، وأن نصره عليكم حق فقالوا : ويحك اليوم يوم السبت ، فقال : لا سبت ، ثم أخذ سلاحه وحضرمع النبي صلىاللهعليهوآله فأصيب ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « مخيرق خير يهود ».
قال : وكان قال حين خرج إلى أحد : إن أصبت فأموالي لمحمد يضعها حيث أراه الله فهي عامة صدقات النبي (ص) قال : وكان عمرو بن الجموح رجلا أعرج فلما كان يوم أحد وكان له بنون أربعة يشهدون مع النبي (ص) المشاهد أمثال الاسد أراد قومه أن يحبسوه وقالوا : أنت رجل أعرج ولا حرج عليك وقد ذهب بنوك مع النبي صلىاللهعليهوآله ، قال : بخ يذهبون إلى الجنة وأجلس أنا عندكم؟ فقالت هند بنت عمرو بن حرام امرأته : كأني أنظر إليه موليا قد أخذ درقته وهو يقول : اللهم لا تردني إلى أهلي ، فخرج ولحقه بعض قومه يكلمونه في القعود فأبى وجاء إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : يا رسول الله إن قومي يريدون أن يحبسوني هذا الوجه(١) ، والخروج معك ، والله إني لارجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة ، فقال له : أما أنت فقد عذرك(٢) الله ولا جهاد عليك ، فأبى ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله لقومه وبنيه : « لا عليكم أن لا تمنعوه ، لعل الله يرزقه الشهادة » فخلوا عنه ، فقتل يومئذ شهيدا ، قال : فحملته هند بعد شهادته وابنها خلاد وأخاها عبدالله على بعير ، فلما بلغت منقطع الحرة برك البعير ، فكان كلما توجهه إلى المدينة برك ، وإذا وجهته إلى أحد أسرع ، فرجعت إلى النبي (ص) فأخبرته بذلك ، فقال صلىاللهعليهوآله : إن الجمل لمأمور ، هل قال عمرو شيئا؟ قالت : نعم ، إنه لما توجه إلى أحد استقبل القبلة ثم قال : اللهم لا تردني إلى أهلي وارزقني الشهادة ، فقال صلىاللهعليهوآله : « فلذلك الجمل لا يمضي إن منكم يا معشر الانصار من لو أقسم على الله لابره ، منهم عمرو بن الجموح ، يا
___________________
(١) في المصدر : عن هذا الوجه.
(٢) عذره على أو فيما صنع : رفع عنه اللوم والذنب ، او قبل معذرته.