قال لهم ما قال لقريش ، فلما أصبح أبوسفيان وذلك يوم السبت في شوال سنة خمس من الهجرة ، بعث إليهم أبوسفيان عكرمة بن أبي جهل في نفر من قريش إن أبا سفيان يقول لكم : يا معشر اليهود إن الكراع والخف قد هلكتا ، وإنا لسنا بدار مقام فاخرجوا إلى محمد حتى نناجزه(١) فبعثوا إليه إن اليوم السبت وهو يوم لا نعمل فيه شيئا ، ولسنا مع ذلك بالذي(٢) نقاتل معكم حتى تعطونا رهنا من رجالكم نستوثق بهم لا تذهبوا وتدعونا حتى نناجز محمدا ، فقال أبوسفيان : قد حذرنا والله هذا نعيم فبعث إليهم أبوسفيان إنا لا نعطيكم رجلا واحدا ، فإن شئتم أن تخرجوا وتقاتلوا ، وإن شئتم فاقعدوا ، فقالت اليهود : هذا والله الذي قال لنا نعيم ، فبعثوا إليهم أنا والله لا نقاتل حتى تعطونا رهنا و (٣) خذل الله بينهم وبعث(٤) سبحانه عليهم الريح في ليال شاتية باردة شديدة البرد حتى انصرفوا راجعين.
قال محمد بن كعب : قال حذيفة اليماني(٥) : والله لقد رأينا يوم الخندق وبنا من الجهد والجوع والخوف ما لا يعلمه إلا الله ، وقام رسول الله (ص) فصلى(٦) ما شاء الله من الليل ، ثم قال « : ألا رجل يأتينا بخبر القوم يجعله الله رفيقي في الجنة »؟ قال حذيفة : فوالله ما قام منا أحد مما بنا من الخوف والجهد والجوع ، فلما لم يقم أحد دعاني فلم أجد بدا من إجابته ، قلت : لبيك ، قال : « اذهب فجئني بخبر القوم ولا تحدثن شيئا حتى ترجع » قال : وأتيت القوم فإذا ريح الله وجنوده يفعل بهم ما يفعل ما يستمسك لهم بناء ولا يثبت لهم نار ، ولا يطمئن لهم قدر ، فإني لكذلك إذ خرج أبوسفيان من رحله ، ثم قال : يا معشر(٧) قريش لينظر أحدكم
___________________
(١) حتى تناجزوه خ ل.
(٢) في المصدر : بالذين.
(٣) وقيل : خذل الله خ ل.
(٤) وبعث الله خ ل.
(٥) في المصدر والسيرة : حذيفة بن اليمان وهو الصحيح كما قدمناه.
(٦) يصلى خ ل.
(٧) يا معاشر خ ل.