أن تظنوا أني أسلمت لاذهب بأموالكم ، وإني أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله(٤).
٤ ـ أقول : قال الكازروني في حوادث السنة الخامسة : في هذه السنة كانت غزاة المريسيع : وذلك أن بني المصطلق كانوا ينزلون على بئر يقال لها : المريسيع ، وكان سيدهم الحارث بن أبي ضرار ، فسار في قومه ومن قدر عليه ، فدعاهم إلى حرب رسول الله صلىاللهعليهوآله فأجابوه ، وتهيأوا للمسير معه فبلغ ذلك رسول الله (ص) فأرسل بريدة بن الحصيب ليعلم علم ذلك ، فأتاهم ولقى الحارث بن أبي ضرار وكلمه ورجع إلى رسول الله (ص) فأخبره ، فندب رسول الله صلىاللهعليهوآله الناس إليهم فأسرعوا الخروج ، ومعهم ثلاثون فرسا ، وخرج معهم جماعة من المنافقين ، واستخلف رسول الله (ص) على المدينة زيد بن حارثة ، وخرج يوم الاثنين لليلتين خلتا من شعبان ، وبلغ الحارث ابن أبي ضرار ومن معه مسير رسول الله (ص) ، وأنه قتل عينه الذي كان يأتيه بخبر رسول الله (ص) ، فسئ بذلك وخاف وتفرق من معه من العرب ، وانتهى رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى المريسيع وضرب عليه قبته ومعه عائشة وأم سلمة فتهيأوا للقتال وصف رسول الله صلىاللهعليهوآله وأصحابه فتراموا بالنبل ساعة ثم أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله أصحابه فحملوا حملة رجل واحد ، فقتل عشرة من العدو ، وأسر الباقون ، وسبي رسول الله صلىاللهعليهوآله الرجال والنساء والذرية والنعم والشاء وكانت الابل ألفي بعير ، والشاء خمسة آلاف والسبي مائتي أهل بيت ، سوى رجل واحد ، ولما رجع
___________________
(٤) اعلام الورى : ٥٩ و ٦٠ ( ط ١ ) و ١٠٣ ـ ١٠٥ ( ط ٢ ) أقول : ذكر المقريزى في الامتاع : ٢٦٩ واليعقوبى في تاريخه ٢ : ٥٥ سرية زيد بن حارثة إلى ام قرفة فاطمة بنت ربيعة بن بدر الفزارية بناحية وادى القرى ، قال المقريزى : كانت في رمضان سنة ست. وفصلها. راجعهما. وذكرا سرية عبدالله بن رواحة إلى اسير بن زارم [ او اليسير بن رزام. رازم كما في اليعقوبى والسيرة ] بخيبر وكان من يهود وذلك في شوال. وذكر المقريزى سرية كرز بن جابر الفهرى في شوال ايضا ، وذكر سراياه صلىاللهعليهوآله ابن هشام في السيرة ٤ : ٢٨١. واليعقوبى في تاريخه ٢ : ٥٢ : ٦٠.