فكتب : (١) « هذا ما قاضى عليه محمد بن عبدالله لا يدخل مكة السلاح إلا السيف في القراب وأن لا يخرج من أهلها بأحد إن أراد أن يتبعه(٢) وأن يمنع من أصحابه أحدا إن أراد أن يقيم بها » فلما دخلها ومضى الاجل أتوا عليا(٣) فقالوا : قل لصاحبك اخرج عنا فقد مضى الاجل ، فخرج النبي صلىاللهعليهوآله فتبعته(٤) ابنة حمزة تنادى : يا عم ، ياعم فتناولها علي وقال لفاطمة : دونك بنت عمك ، فحملتها فاختصم فيها(٥) علي وزيد وجعفر ، قال علي : أنا أخذتها.
___________________
(١) هذا يخالف ما تقدم من الروايات وأقوال اهل السير من ان الكاتب كان على بن ابى طالب عليهالسلام ، والصحيح : فاخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله فمحاه فكتب أى على ابى طالب.
(٢) هذا الحديث منفرد بذلك الشرط وما بعده ، ولم نعرف في غيره.
(٣) قال ابن اسحاق : فاقام رسول الله صلىاللهعليهوآله بمكة ثلاثا فاتاه حويطب بن عبدالعزى بن ابى قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل في نفر من قريش في اليوم الثالث ، وكانت قريش قد وكلته باخراج رسول الله صلىاللهعليهوآله من مكة ، فقالوا له : انه قد انقضى اجلك فاخرج عنا ، فقال النبى صلىاللهعليهوآله : « وما عليكم لو تركتمونى فاعرست بين اظهركم وصنعنا لكم طعاما فحضرتموه » قالوا : لا حاجة لنا في طعامك فاخرج عنا. راجع سيرة ابن هشام ٣ : ٤٢٦ ، و سنشير إلى تزويجه صلىاللهعليهوآله ميمونة.
(٤) في الامتاع : وكلم على بن ابى طالب رسول الله صلىاللهعليهوآله في عمارة بنت حمزة وكانت مع امها سلمى بنت عميس بمكة ، فقال : علام نترك بنت عمنا يتيمة بين ظهرانى المشركين؟ فخرج بها حتى اذا دنوا من المدينة ، اراد زيد بن حارثة ـ وكان وصى حمزة واخاه اخوة المهاجرين أن يأخذها من على ، وقال : أنا احق بها ، ابنة اخى ، فقال جعفر بن ابى طالب : الخالة والدة ، وانا احق بها لمكان خالتها عندى ، اسماء بنت عميس ، فقال على رضوان الله عليهم : الا أراكم في ابنة عمى ، وانا أخرجتها من بين اظهر المشركين ، وليس لكم اليها نسب دونى ، وانا احق بها منكم ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « أحكم بينكم ، اما انت يا زيد فمولى الله ورسوله ، واما انت يا على فاخى وصاحبى ، واما انت يا جعفر فتشبه خلقى وخلقى : وانت يا جعفر اولى بها ، تحتك خالتها ، ولا تنكح المرأة على خالتها ولا عمتها » فقضى بها لجعفر ، فقام جعفر فحجل حول النبى صلىاللهعليهوآله فقال : « ما هذا يا جعفر؟ » قال : يا رسول الله كان النجاشى اذا ارضى احد اقام فحجل حوله ، فقال على رضياللهعنه : تزوجها يارسول الله قال : « هى ابنة اخى من الرضاعة ».
(٥) في كفالتها وتربيتها.