وفاتهما الحكمة ، فحقهما حق الحياة الروحانية ، فإن حياة الروح بالعلم والحكمة ، وحق والدي الجسم لمدخليتهما في الحياة الجسمانية منقضية بالموت ، وتلك باقية أبدية ، وميراث الاخيرين المال الذي لا ينتفع به إلا في الحياة الفانية ، وميراث الاولين العلم والحكمة الباقيان في ملك الابد ، فهما أولى بالذكر والشكر والطاعة ، والدليل على ذلك ، أي على أن المراد بالوالدين النبي والوصي صلى الله عليهما لفظ الوالدين ، فإن المجاز في التغليب ليس بأولى من المجاز في أصل الكلمة ، والمرجحات المذكورة ترجح الثاني ، فالحمل عليه أظهر ، و يحتمل إرجاع الاشارة إلى كون المصير إلى الله أو كيفية ، وعلى التقادير قوله : « حملته امه وهنا على وهن وفصاله في عامين » يأبى عن هذا التأويل ، ويمكن أن يتكلف بوجوه :
الاول أن تكون جملة « حملته امه » معترضة لبيان أشدية حق الوالدين في العلم على والدي النسب بأن لهما مدخلية في التربية في زمان قليل في قوام البدن الفاني ، والوالدان الروحانيان حقوقهما باقية عليه ما بقي الدنيا وفي الآخرة أبدا.
والثاني أن يراد بالوالدين أولا المعنى الحقيقي ، وثانيا المعنى المجازي بتقدير عطف أو فعل ، بأن يكون الباء في « بوالديه » سببية لاصلة ، أي وصيناه بسبب رعاية والديه الجسمانيين ، ووجوب رعايتهما عقلا ونقلا الشكر لوالديه الروحانيين ، فإنهما أحرى بذلك ، ويؤيده ضم الشكر لله في الثاني دون الاول.
الثالث أن يكون ظهر الآية للوالدين الجسمانيين ، وبطنهما للروحانيين بتوسط أنهما أحق بذلك ، وهذا وجه قريب يجري في كثير من التأويلات الواردة في الآيات ، ثم عطف القول : أي صرف الكلام. ابن حنتمة : وهو عمر ، وصاحبه أبوبكر قال الفيروزآبادي : حنتمة بنت ذي الرمحين ام عمر بن الخطاب.
قوله عليهالسلام
: في الخاص والعام ، أي الخطاب متوجه إلى الرسول حيث
جادلوه في الوصية إلى أمير المؤمنين عليهالسلام ، ويعم الخطاب أيضا
كل من كلفاه