إن الارض لا تبقى بغير إمام ، أو تبقى ولا إمام فيها؟ فقال : معاذ الله لا تبقى ساعة إذا لساخت(١).
٥٩ ـ ك : أبي ، عن الحسن بن أحمد المالكي ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن أبي محمود قال : قال الرضا عليهالسلام : نحن حجج الله في أرضه(٢) وخلفاؤه في عباده ، و امناؤه على سره ، ونحن كلمة التقوى ، والعروة الوثقى ، ونحن شهداء الله وأعلامه في بريته ، بنا يمسك الله السماوات والارض أن تزولا ، وبنا ينزل الغيث ، وينشر الرحمة ، لا تخلو الارض من قائم منا ظاهر أو خاف ، ولو خلت يوما بغير حجة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله(٣).
بيان : قوله عليهالسلام : « نحن كلمة التقوى » إشارة إلى قوله تعالى : « وألزمهم كلمة التقوى(٤) » وفسرها المفسرون بكلمة الشهادة ، وبالعقائد الحقة ، إذ بها يتقى من النار ، أو هي كلمة أهل التقوى ، وإطلاقها عليهم إما باعتبار أنهم عليهمالسلام كلمات الله يعبرون عن مراد الله ، كما أن الكلمات تعبر عما في الضمير ، أو باعتبار أن ولايتهم والقول بامامتهم سبب للاتقاء من النار ، ففيه تقدير مضاف ، أي ذو كلمة التقوى ، « والعروة الوثقى » إشارة إلى أنهم هم المقصودون بها في قوله تعالى : « فقد استمسك بالعروة الوثقى(٥) » ويحتمل هنا أيضا حذف المضاف ، والعروة : كل ما يتعلق أو يتمسك به.
٦٠ ـ ك : أبي ، عن سعد والحميري معا ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي ، عن ابن أبي عمير ، عن سعد بن أبي خلف ، عن الحسن بن زياد قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : إن الارض لا تخلو من أن يكون فيها حجة عالم ، إن الارض
____________________
(١) اكمال الدين : ١١٧
(٢) في المصدر : في خلقه.
(٣) اكمال الدين : ١٧٧.
(٤) الفتح : ٢٦.
(٥) البقرة : ٢٥٦.