وكيف يوصف أو ينعت بكنهه أو يفهم شئ من أمره أو يوجد من يقوم مقامه(١) ويغني غناءه ، لا كيف(٢) وأنى وهو بحيث النجم من أيدي المتناولين(٣) ووصف الواصفين؟ فأين الاختيار من هذا؟ وأين العقول عن هذا؟ أو أين يوجد مثل هذا؟ ظنوا أن ذلك يوجد في غير آل الرسول صلى الله عليهم كذبتهم والله أنفسهم ومنتهم الباطل(٤) فارتقوا مرتقا صعبا دحضا تزل عنه إلى الحضيض أقدامهم ، راموا إقامة الامام بعقول حائرة بائرة ناقصة وآراء مضلة فلم يزدادوا منه إلا بعدا ، قاتلهم الله أنى يؤفكون ، لقد راموا صعبا ، وقالوا إفكا وضلوا ضلالا بعيدا ، ووقعوا في الحيرة إذا تركوا الامام عن بصيرة ، وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل و كانوا مستبصرين.
رغبوا عن اختيار الله واختيار رسوله إلى اختيارهم والقرآن يناديهم : « وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون(٥) » وقال عزوجل : « وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم » (٦) وقال عزوجل : « ما لكم كيف تحكمون أم لكم كتاب فيه تدرسون إن لكم فيه لما تخيرون أو لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة إن لكم لما تحكمون سلهم أيهم بذلك زعيم أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين » (٧).
____________________
(١) في التحف : [ فكيف يوصف بكليته او ينعت بكيفيته او يوجد ] وفى الغيبة : [ فكيف يوصف بكله او ينعت بكنهه او يفهم شئ من امره او يوجد ] وفى الاكمال والمعانى : او يقوم احد مقامه.
(٢) في الاحتجاج : لا وكيف.
(٣) في الاكمال : وهو بحيث النجم اذا بدا ان تناله ايدى المتناولين.
(٤) في الامالى والتحف والكافى : منتهم الاباطيل.
(٥) القصص : ٦٨.
(٦) الاحزاب : ٣٦
(٧) القلم : ٣٦ ـ ٤١.