وتعالى اتخذني عبدا قبل أن يتخذني نبيا » قال الله تبارك وتعالى : « ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون(١) » وقال علي عليهالسلام « يهلك في اثنان ولا ذنب لي : محب مفرط ، ومبغض مفرط ».
وإنا لنبرأ إلى الله عزوجل ممن يغلو فينا فيرفعنا فوق حدنا كبراءة عيسى بن مريم عليهالسلام من النصارى ، قال الله عزوجل : « وإذ قال الله يا عيسى بن مريمءأنت قلت للناس اتخذوني وامي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسى ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد » (٢).
وقال عزوجل : « لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون » (٣) « وقال عزوجل : « ما المسيح بن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وامة صديقة كانا يأكلان الطعام » (٤) ومعناه أنهما كانا يتغوطان ، فمن ادعى للانبياء ربوبية أو ادعى للائمة ربوبية أو نبوة أو لغير الائمة إمامة فنحن منه براء في الدنيا والآخرة.
فقال المأمون : يا أبا الحسن فما تقول في الرجعة؟ فقال الرضا عليهالسلام : إنها الحق(٥) وقد كانت في الامم السالفة ونطق بها القرآن ، وقد قال رسول الله (ص) : « يكون في هذه الامة كل ما كان في الامم السالفة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة » وقال
____________________
(١) آل عمران : ٧٩ و ٨٠.
(٢) المائدة : ١١٦ و ١١٧.
(٣) النساء : ١٧٢.
(٤) المائدة : ٧٥.
(٥) في المصدر : انها لحق.