ذوحظ من ورع ، وفلان يجتهد في عبادته لربه ، فهذه فضائل المسلم ، ما لكم وللرياسات إنما المسلمون رأس واحد ، إياكم والرجال فان الرجال للرجال مهلكة ، فإني سمعت أبي عليهالسلام يقول : إن شيطانا يقال له : المذهب يأتي في كل صورة إلا أنه لا يأتي في صورة نبي ولا وصى نبي ولا أحسبه إلا وقد تراءى لصاحبكم فاحذوره.
فبلغني(١) أنهم قتلوا معه(٢) فأبعدهم الله وأسحقهم إنه لا يهلك على الله إلا
____________________
(١) في المصدر : [ فقد بلغنى ] وفيه : واسخطهم.
(٢) ذكر سعد بن عبدالله في كتاب المقالات والفرق ، ٨١ والنوبختى في فرق الشيعة ٦٩ و ٧٠ كيفية قتلهم لعنهم الله وهى هكذا : وكانت الخطابية الرؤساء منهم قتلوا مع أبى الخطاب وكانوا قد لزموا المسجد بالكوفة واظهروا والتعبد ولزم كل رجل منهم اسطوانة وكانوا يدعون الناس إلى امرهم سرا فبلغ خبرهم عيسى بن موسى وكان عاملا لابى جعفر المنصور على الكوفة وبلغه انهم قد اظهروا الاباحات ودعوا الناس إلى نبوة ابى الخطاب وانهم مجتمعون في مسجد الكوفة قد لزموا الاساطين يرون الناس انهم لزموا للعبادة فبعث اليهم رجلا من اصحابه في خيل ورجالة ليأخذهم ويأتيه بهم فامتنعوا عليه وحاربوه وكانوا سبعين رجلا فقنلهم جميعا ولم يفلت منهم احد الا رجل واحد اصابته جراحات فسقط بين القنلى فعد فيهم فلما جن الليل خرج من بينهم فتخلص وهو ابوسلمة سالم بن مكرم الجمال الملقب بابى خديجة. وذكر بعد ذلك انه قد تاب ورجع وكان ممن يروى الحديث وكانت بينهم حرب شديدة بالقصب والحجارة والسكاكين كانت مع بعضهم وجعلوا القصب مكان الرماح وقد كان ابوالخطاب قال لهم : قاتلوهم فان قصبكم يعمل فيهم عمل الرماح وسائر السلاح ورماحهم وسيوفهم وسلاحهم لا يضركم ولا يعمل فيكم ولا يحتك في ابدانكم فجعل يقدمهم عشرة عشرة للمحاربة فلما قتل منهم نحو ثلاثين رجلا صاحوا اليه : ياسيدنا ما ترى ما يحل بنا من هولاء القوم؟ ولا ترى قصبنا لا يعمل فيهم ولا يؤثر وقد يكسر كله؟ وقد عمل فينا وقتل من برئ منا فقال لهم يا قوم قد بليتم وامتحنتم واذن في قتلكم وشهادتكم فقاتلوا على دينكم واحسابكم ولا تعطوا بايديكم فتذلوا ، مع انكم لا تتخلصون من القتل فموتوا كراما اعزاء واصبروا فقد وعد الله الصابرين اجرا عظيما وانتم الصابرو فقاتلوا حتى قتلوا عن آخرهم واسر ابوالخطاب فاتى به عيسى بن موسى فامر بقتله فضربت عنقه.