عليهالسلام : يا أبا محمد إن عندنا سرا من سر الله وعلما من علم الله لا يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن امتحن الله قلبه للايمان ، والله ما كلف الله أحدا ذلك الحمل غيرنا ، ولا استعبد بذلك أحدا غيرنا ، وإن عندنا سرا من سر الله وعلما من علم الله أمرنا الله بتبليغه فبلغنا عن الله عزوجل ما أمرنا بتبليغه : ما نجد له موضعا ولا أهلا ولا حمالة يحملونه حتى خلق الله لذلك أقواما خلقوا من طينة خلق منها محمد صلىاللهعليهوآله وذريته ومن نور خلق الله منه محمدا وذريته وصنعهم بفضل صنع رحمته التي صنع منها محمدا صلىاللهعليهوآله فبلغناهم عن الله عزوجل ما أمرنا بتبليغه فقبلوه واحتملوا ذلك ، وبلغهم ذاك عنا فقبلوه واحتملوه وبلغهم ذكرنا فمالت قلوبهم إلى معرفتنا وحديثنا ، فلولا أنهم خلقوا من هذا لما كانوا كذلك ولا والله ما احتملوه ، ثم قال : إن الله خلق قوما لجهنم والنار فأمرنا أن نبلغهم كما بلغناهم فاشمأزوا من ذلك ونفرت قلوبهم وردوه علينا ولم يحتملوه وكذبوا به وقالوا : ساحر كذاب فطبع الله لى قلوبهم وأنساهم ذلك ثم أطلق الله(١) لسانهم ببعض الحق فهم ينطقون به وقلوبهم منكرة ليكون ذلك دفعا عن أوليائه وأهل طاعته ، ولولا ذلك ما عبدالله في أرضه فأمرنا بالكف عنهم والكتمان منهم ، فاكتموا ممن أمر الله بالكف عنهم واستروا عمن أمر الله بالستر والكتمان منهم ، قال : ثم رفع يده وبكى وقال : اللهم إن هؤلاء لشرذمة قليلون فاجعل محياهم محيانا ومماتهم مماتنا ولا تسلط عليهم عدوا لك فتفجعنا بهم فانك إن فجعتنا بهم لم تعبد ابدا في أرضك(٢).
____________________
(١) في نسخة : ثم انطق الله. (٢) المحتضر : ١٥٤ و ١٥٥.
بسمه تعالى
إلى هنا انتهى الجزء الثالث من المجلد السابع من كتاب بحار الانوار في جمل أحوال الائمة الكرام عليهم الصلاة والسلام ، وهو الجزء الخامس والعشرون حسب تجزئتنا ، وقد بذلنا الجهد في تصحيحه وتطبيقه على النسخة المصححة بعناية الفاضل الخبير الشيخ عبدالرحيم الرباني المحترم ، والله ولي التوفيق.
شعبان المعظم ١٣٨٨ محمد الباقر البهبودى