كان نهارا ، أو ليلتها إن كان ليلا ، ثم ترى في منامها رجلا يبشرها بغلام عليم حليم فتفرح لذلك ، ثم تنتبه من نومها فتسمع من جانبها الايمن في جانب البيت صوتا يقول : جملت بخير وتصيرين إلى خير وجئت بخير أبشري بغلام عليم حليم ، وتجد خفة في بدنها لم تجد بعد ذلك امتناعا(١) من جنبيها وبطنها.
فإذا كان لتسع من شهرها(٢) سمعت في البيت حسا شديدا ، فإذا كانت الليلة التي تلد فيها ظهر لها في البيت نور تراه لا يراه غيرها إلا أبوه فإذا ولدته ولدته قاعدا وتفتحت له حتى يخرج متربعا ثم يستدير بعد وقوعه إلى الارض فلا يخطئ القبلة.
حتى كانت(٣) بوجهه ثم يعطس ثلاثا يشير بأصبعه بالتحميد ويقع مسرورا مختونا و رباعيتاه من فوق وأسفل وناباه وضاحكاه ومن بين يديه مثل سبيكة الذهب نور ، ويقيم يومه وليلته تسيل يداه ذهبا ، وكذلك الانبياء إذا ولدوا ، وإنما الاوصياء أعلاق من الانبياء(٤).
توضيح : قوله : حتى كانت ، كأنه غاية للاستدارة ، أي يستدير حتى تصير القبلة محاذية لوجهه ، وفي بعض النسخ(٥) : « حيث كانت » فقوله : بوجهه ، متعلق بقوله : لا يخطئ أي لا يخطئ القبلة بوجهه حيث كانت القبلة.
قوله عليهالسلام : ورباعيتاه ، لعل نبات خصوص تلك الاسنان لمزيد مدخليتها في الجمال ، مع أنه يحتمل أن يكون المراد كل الاسنان ، وإنما ذكرت تلك على سبيل المثال ، قوله : مثل سبيكة الذهب ، أي نور أصفر أو أحمر شبيه بها. والمسرور : مقطوع السرة والاعلاق جمع علق بالكسر وهو النفيس من كل شئ ، أي أشرف أولادهم أو من أشرف أجزائهم وطينتهم.
____________________
(١) ثم تجد بعد ذلك اتساعا خ ل
(٢) من شهورها خ ل.
(٣) حيث كانت خ ل.
(٤) اصول الكافى ١ : ٣٨٧ و ٣٨٨.
(٥) وهو الموجود في المصدر المطبوع.