وأبناء أمير المؤمنين وأحباب رب العالمين.
نحن مفتاح الكتاب(١) بنا نطق العلماء ولولا ذلك لخرسوا ، نحن رفعنا المنار وعرفنا القبلة ، نحن حجر البيت في السماء والارض ، بنا غفر لآدم وبنا ابتلي أيوب وبنا افتقد يعقوب وبنا حبس يوسف وبنا رفع البلاء وبنا أضاءت الشمس نحن مكتوبون على عرش ربنا ، مكتوب : محمد خير النبيين وعلى سيد الوصيين وفاطمة سيدة نساء العالمين.(٢)
بيان : نحن حجر البيت بالكسر ، أي اختصاصنا بالبيت كاختصاص حجر إسماعيل به ، أو الحجر بالانسان ، أو بالتحريك ، أي فضل الحجر بنا ، في السمآء والارض أي يعرفه أهلهما ، أو البيت الذي فيهما ، والابتلاء والافتقاد والحبس إما بتقصير قليل في معرفتهم والتوسل بهم لا يصل إلى حد المعصية ، أو لكمالهم في المعرفة والتوسل إذ الابتلاء علامة الفضل والكمال.
٣٣ ـ ختص : علي بن عباس عن صالح بن حمزة عن الحسن بن عبدالله عن الصادق عليهالسلام قال : خطب أمير المؤمنين صلوات عليه فقال فيما يقول : أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني ، أيها الناس أنا قلب الله الواعى ولسانه الناطق وأمينه على سره وحجته على خلقه وخليفته على عباده ، وعينه الناظرة في بريته ويده المبسوطة بالرأفة والرحمة ودينه الذي لا يصدقني إلا من محض الايمان محضا ، ولا يكذبني إلا من
__________________
(١) في المصدر : فبنا
(٢) الاختصاص : ٩٠ و ٩١. وللحديث ذيل لم يذكره المصنف وهو هكذا : [ أنا خاتم الاوصياء انا طالب الباب انا صاحب الصفين انا المنتقم من أهل البصرة انا صاحب كربلا من أحبنا وتبرأ من عدونا كان معنا وممن هو في الظل الممدود والماء المسكوب ـ والحديث طويل وفى آخره ـ ان الله اشترك بين الانبياء والاوصياء في العلم والطاعة ] أقول : قوله : أنا خاتم الاوصياء ، يعنى أنا خاتم أوصيآء النبيين فلا يكون بعدى وصى نبى ، لان الانبياء ختموا برسول الله (ص) ، ولا ينافى ذلك أن يكون بعده أوصياء لرسول الله (ص) ، مضافا إلى انه كان خاتم أوصياء النبيين حقيقة ومن بعده كانوا وصيه.