قلت : زادك الله وما ذاك؟ قال : إنه إذاكان ليلة الجمعة وافى رسول الله (ص) العرش ووافى الائمة معه ووافينا معهم. فلا ترد أرواحنا إلى أبداننا إلا بعلم مستفاد ولولا ذلك لنفد ما عندنا.(١)
بيان : يحتمل أن يكون بقاء ما عندهم من العلم مشروطا بتلك الحالة ، ويحتمل أن يكون المستفاد تفصيلا لما علموا مجملا ، ويمكنهم استنباط التفصيل منه ، أو المراد أنه لا يجوز لنا الاظهار بدون ذلك كما يؤمي إليه خبر ليلة القدر ، أو المراد انفدنا من علم مخصوص سوى الحلال والحرام ولم يفض على النبي والائمة المتقدمين صلوات الله عليهم ، وإن افيض في ذلك الوقت كما سيأتي ، وذلك إما من المعارف الالهية أو من الامور البدائية كما مر منا الاشارة إليهما ، ويؤيد الاخير كثير من الاخبار الآتية.
٧ ـ ير : محمد بن أحمد عن علي بن سليمان عن محمد بن جمهور عمن رفعه إلى أبي عبدالله عليهالسلام قال : قال إن لنا في كل ليلة جمعة وفدة إلى ربنا فلا ننزل إلا بعلم مستطرف.(٢)
٨ ـ ير : الحسن بن علي بن معاوية عن موسى بن سعدان عن عبدالله بن أبي أيوب عن شريك بن مليح ، وحدثني الخضر بن عيسى عن الكاهلي عن عبدالله بن أبي أيوب عن شريك بن مليح عن أبي يحيى الصنعاني عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قال : يا أبا يحيى لنا(٣) في ليالي الجمعة لشأن من الشأن.
قال : فقلت له : جعلت فداك وما ذلك الشأن؟ قال : يؤذن لارواح الانبياء الموتى وأرواح الاوصياء الموتى وروح الوصي الذي بين ظهرانيكم يعرج بها إلى السماء حتى توافى عرش ربها فتطوف بها اسبوعا وتصلي عند كل قائمة من قوائم العرش ركعتين ثم ترد إلى الابدان التي كانت فيها فتصبح الانبيآء و الاوصيآء قد ملئوا واعطوا سرورا ، ويصبح الوصي الذي بين ظهرانيكم فقد زيد في
__________________
(١ و ٢) بصائر الدرجات : ٣٦.
(٣) في المصدر : ان لنا.