مرثد ، وأخذ سيفه رجل من بني دارم ، وانتهبوا رحله وإبله وأثقاله ، وسلبوا نساءه وهنّ عقائل النبوّة ، وخفرات بني الوحي والتنزيل.
قال حميد بن مسلم (١) : فوالله لقد كنت أرى المرأة من نساء الحسين وبناته وأهله تنازع ثوبها عن ظهرها حتى تغلب عليه فيذهب به منها.
قال : ثمّ انتهينا إلى علي بن الحسين عليهماالسلام وهو منبسط على فراش ، وهو شديد المرض ، ومع شمر (٢) جماعة من الرجّالة فقالوا له : ألا نقتل هذا
__________________
الحسين عارياً على رمضاء كربلاء ، وقد يبست يدا هذا الشخص فيما بعد حتّى اصبحتا كالخشبتين ، وجاء في خبر آخر إنّه اُصيب بعد ارتداء السروال بشلل في رجليه أقعده عن الحركة تماماً.
انظر : اثبات الهداة ٥ : ٢٠١ ، عوالم الإمام الحسين : ٢٩٧ ، بحار الانوار ٤٥ : ٥٧.
١ ـ في تنقيح المقال ١ : ٣٨٠ : حميد بن مسلم الكوفي ، لم أقف فيه الاعلى عدّ الشيخ رحمهالله إيّاه في رجاله من أصحاب السجاد عليهالسلام ، وظاهره كونه إمامياً ، الا أنّ حاله مجهول.
وفي مستدركات علم الرجال ٣ : ٢٨٩ : حميد بن مسلم الكوفي ، وعدّ من مجاهيل أصحاب السجاد عليهالسلام وهو ناقل جملة من قضايا كربلاء على نحو يظهر منه أنّه كان في وقعة الطف ... وكان من جند سليمان بن صرد الخزاعي من طرف المختار في مقتل عين الوردة في حرب الشام لطلب ثأر الحسين عليهالسلام.
أقول : يحتمل أن يكون أكثر من شخص بهذا الاسم ، فأحدهما كان في وقعة الطف ونقل بعض الوقائع وأرسل عمر بن سعد رأس الحسين معه ومع جماعة إلى عبيدالله بن زياد ، ممّا يدلّ على انّه كان من أعوان عمر بن سعد ، والثاني إمامي من أصحاب الإمام السجاد ومن جند سليمان بن صرد.
٢ ـ شمر بن ذي الجوشن ـ واسمه شرحبيل ـ بن قرط الضبابي الكلابي ، أبو السابغة ، من كبار قتلة ومبغضي الحسين عليهالسلام ، كان في أوّل أمره من ذوي الرئاسة في هوازن موصوفاً بالشجاعة ، وشهد يوم صفين مع عليّ عليهالسلام ، سمعه أبو إسحاق السبيعي يقول بعد الصلاة : اللهم إنّك تعلم أني شريف فاغفر لي!! فقال له : كيف يغفر الله لك وقد أعنت على قتل